IMLebanon

المستشفيات تناشد: سنضطر للإقفال!

صفعة تلو الأخرى تتلقاها المستشفيات منذ أكثر من عامين مع اندلاع الأزمة الاقتصادية المالية النقدية في لبنان. هذه المرّة تتكرر الصفعة نفسها لكن بقوّة أكبر، بسبب الارتفاع الكبير الذي طال أسعار النفط في الأسواق العالمية نتيجة الأزمة الروسية-الأوكرانية وتخطّي برميل النفط الـ 116$ ما انعكس ارتفاعاً في أسعار المحروقات المحلية، وتحديداً المازوت المستخدم لتشغيل مولّدات المستشفيات والتي لا يمكن بأي شكل إطفاء محرّكاتها، ولو لثانية، منعاً لتعريض حياة أي مريض للخطر.

ومنذ بداية رفع الدعم عن المحروقات أصبح الحمل على القطاع الاستشفائي والطبي كبيراً، نظراً إلى ما نتج عنه من أكلاف هائلة على القطاع والمرضى، تضاف إلى المشاكل الأخرى المتشعّبة. حتى أن عدداً كبيراً من المواطنين بات يصل إلى المستشفى “على آخر نفس” بسبب التأجيل خوفاً من الفاتورة الاستشفائية. وكانت نقابة المستشفيات الخاصة نادت مراراً بخطورة الأكلاف الضخمة للمازوت وسوء تداعياتها، إلا أنها لم تلق آذاناً صاغية، لا بل شهدت الأسعار مزيداً من الارتفاع.

وفي الإطار، يوضح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لـ”المركزية” أن “سعر المازوت شهد ارتفاعاً جنونياً في غضون شهر، إذ بات الألف ليتر بـ950$ تقريباً، ما يجعل كلفة المريض اليومية من المازوت حصراً 40$ ما يوازي 850 ألف ليرة لبنانية، وهذه أرقام خيالية بالنسبة إلى القطاع، ومرشّحة للصعود لأن الأزمة الأوكرانية لم تنته بعد”.

ويؤكّد أن “هذا الوضع لا يحتمل ومن المستحيل أن تعمل المستشفيات في ظروف مماثلة، إذ سيؤدي ارتفاع أسعار المازوت إلى تفاقم كلفة الطبابة أكثر وستزداد الأعباء الإضافية على كاهل المريض، كما أن هذا الواقع سيفرض على عدد كبير من المستشفيات إقفال أبوابها وتعليق خدماتها، إذ هي عاجزة عن تحمّل هذه الكلفة الهائلة في الطاقة”.

وطالب هارون المسؤولين بـ”بحث الحلول الممكنة واتّخاذ الخطوات اللازمة بهدف تأمين المازوت للمستشفيات بأسعار مدعومة ممكن أن تتحمّلها”، كاشفاً عن أنه “سيجري الاتصالات اللازمة مع المعنيين في السياق”.