IMLebanon

إيران تماطل في فيينا: هل يصبر مفاوضوها؟

سرقت التطورات المتسارعة على الجبهة الروسية – الاوكرانية، الاضواء، من المفاوضات النووية، غير ان الاخيرة مستمرة وإن بصعوبة ودقة… امس، اعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ان “استعجال الغرب التوصل إلى اتفاق نووي لا يعني عدم مراعاة الخطوط الحمر بالنسبة لإيران بما في ذلك الضمانات الاقتصادية”. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عنه قوله لمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في اتصال هاتفي “وفدنا سيواصل العمل الجاد من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي جيد”.

بدوره، اشار المتحدث باسم الخارجية الايرانية الى ان “محادثات فيينا ما زالت جارية، والأخبار الجيدة المستعجلة لن تحل محل الاتفاق الجيد”. وأضاف عبر تويتر “لا أحد يستطيع أن يقول إنه تم التوصل إلى اتفاق، ما دامت لم تحل جميع القضايا المهمة المتبقية، يجب ان نبذل جهودا مضاعفة”. ولفت الى “ان اليوم، الجميع يركز على الخطوات الرئيسية النهائية والحاسمة”.

سبق هذين الموقفين الذي بدت فيهما ايران متريثة، خلافا لعادتها حيث دأبت طوال الاشهر الماضية على الترويج لاتفاق “وشيك”، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، سبقهما موقفٌ اميركي “متفائل ولكن”… اذ أعلنت وزارة الخارجية الأميركية “أننا قريبون من الاتفاق مع إيران، وتم إحراز تقدم كبير في المفاوضات، لكن ما زالت هناك قضايا دون حل”، موضحة أن “لن يكون هناك اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، ما لم نحل سريعا المشاكل المتبقيّة”. وقالت “من الممكن التوصل قريباً إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، شرط أن تُحل نقاط شائكة لا تزال عالقة”، مشيرةً إلى إن الوقت يوشك على الانتهاء. وأكدت نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جالينا بورتر، أن المفاوضين أحرزوا “تقدماً مهماً”، وتابعت “لن يكون لدينا اتفاق ما لم تحُل المسائل المتبقية”. وأضافت “إذا أبدت إيران جدية. عندها، بإمكاننا وينبغي لنا التوصل إلى تفاهم على عودة متبادلة إلى التطبيق الكامل لاتفاقية التعاون الشامل المشترك في غضون أيام”، في إشارة إلى الاتفاق النووي.

بدوره، قال منسق الاتحاد الأوروبي إلى المحادثات إنريكيه مورا إن المحادثات بلغت “المراحل النهائية”، وكتب عبر تويتر “بعض المسائل ذات الصلة لا تزال عالقة، والنجاح (في حلها) ليس مضمونا أبداً”، مضيفاً “بالتأكيد لم نصل إلى ذلك بعد”.

تعليقا، تشير المصادر الى ان القضايا الخلافية بين إيران وأميركا ما زالت قائمة، والى ان هناك حاجة الى الاتفاق على كل شيء قبل ابرام تفاهم جديد. الا ان المشكلة اليوم هي في ان ايران عادت للتصلّب في شروطها (في ما خص رفع العقوبات ونسب تخصيب الاورانيوم وتطوير الاسلحة والصواريخ والنفوذ في المنطقة سياسيا وعسكريا)، وعادت، لا بل جدّدت سياستها في التمييع والمماطلة، منتظرة نتائج الغزو الروسي لأوكرانيا. فالجمهورية الاسلامية ترى ان انتصار موسكو في الحرب التي تخوضها سيضعف موقف الاميركيين والاوروبيين في فيينا، وفي المنطقة ككل، وسيساعد طهران على انتزاع مكاسب اكبر من مفاوضيها في العاصمة السويسرية.

لكن ماذا لو طال النزاع في اوروبا؟ وماذا لو ضاق صدر الاوروبيين والاميركيين بتسويف الجمهورية الاسلامية؟ هل ستستمر المفاوضات الى ما لا نهاية؟ على الارجح لا، تجيب المصادر.