IMLebanon

4 ملايين لاجئ أوكراني… هل من خطة لتفادي الكارثة؟

قدّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عدد الفارين من أوكرانيا منذ بدء العملية الروسية في 14 شباط الجاري بنحو 1.5 مليون شخص، الاثنين، متوقعةً أن يصل العدد إلى 4 ملايين لاجئ إذا استمرت الأزمة لمدة طويلة.

وحذرت تقارير دولية من تفاقم الوضع الإنساني الخاص باللاجئين الأوكرانيين في الدول الأوروبية، خاصة أن التدفقات سريعة جدًا وعشوائية، ما وصفته الأمم المتحدة “أسرع أزمة متنامية للاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية”.

وتتوقع السلطات والأمم المتحدة أن يزداد تدفّق اللاجئين في وقت يواصل الجيش الروسي تقدّمه في أوكرانيا، مع استمرار القتال حول العاصمة كييف.

وتجاوز عدد من وصلوا من أوكرانيا إلى بولندا هربا من الاجتياح الروسي إلى مليون شخص، وفق ما أفاد به حرس الحدود البولنديون.

كما أجمع وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل على ضرورة توفير حماية مؤقتة للأوكرانيين الهاربين من الحرب في بلادهم، وذلك من خلال اللجوء إلى مذكرة تعود إلى العام 2001 تسمح لهم بالبقاء لمدة تصل إلى 3 سنوات في الاتحاد الأوروبي وبالعمل فيه.

إلا أن بريطانيا بقيت متحفّظة فيما يتعلق بتدفق الأعداد إليها، وأعلنت حكومة لندن أنها لا تستطيع فتح أبواب المملكة أمام اللاجئين بشكل كامل، وذلك ردًا على تعرضها للانتقاد من جانب فرنسا بـ”افتقار الإنسانية”.

وسجّلت الشرطة الألمانية الاتحادية حتى الآن وصول 27 ألفًا و491 من لاجئي حرب أوكرانيا إلى ألمانيا منذ بدء الحرب، جاء ذلك وفقًا لما ذكره متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية في برلين، لافتًا إلى إمكانية أن يكون العدد الحقيقي للاجئي الحرب من أوكرانيا أكبر من ذلك بشكل ملحوظ لأن بيانات الشرطة الاتحادية تعكس فقط جزءًا من عدد اللاجئين القادمين بسبب عدم وجود إجراءات رقابية على الحدود.

ويعتقد المراقبون أن الدول الأوروبية كانت مضطرة في اتخاذ إجراءات سريعة تتعلق باللاجئين الأوكرانيين مع بداية الأزمة وتفاقمها بشكل متسارع، لكنهم يعتقدون أيضًا أن الدول الأوروبية ستعاني صعوبات وأزمات فيما يتعلق بتنظيم التواجد وإدارة شؤون اللاجئين مستقبلًا، خاصةً أن أوروبا تعاني منذ سنوات من تدفقات الهجرة التي زادت لحد غير مسبوق منذ عام 2011.

وفي السياق، يقول رئيس المركز الأوروبي للدراسات والاستخبارات جاسم محمد لـ”سكاي نيوز عربية” إن الأعداد التي تم الإعلان عنها من جانب مفوضية اللاجئين تشير إلى أن موجة الهجرة من أوكرانيا ستتجاوز أضعاف المهاجرين إلى أوروبا على مدار السنوات الماضية، وهو ما يعني أن الأمر سيكون له تداعيات خطيرة مستقبلًا.

وأضاف محمد: “التقديرات تشير إلى تجاوز عدد اللاجئين 5 أو 6 ملايين جراء الأزمة الأوكرانية”، مشيرًا إلى أن الإجراءات السريعة لا تمكّن الدول من فحص ملفات اللاجئين وبعضهم يصل دون أوراق.

ويعتقد الخبير الأوروبي، أن الاتحاد ليس لديه أي استراتيجية في التعامل مع أوضاع اللاجئين، وظل منقسمًا على نفسه لسنوات مضت بخصوص هذا الملف، مشيرًا إلى أن الأزمة تشهد تفاقمًا كبيرًا منذ عام 2015، ولا تزال قائمة حتى اليوم فيما يتعلق بإدارة شؤون اللاجئين وتوزيعهم.

ويوضح محمد أن ألمانيا فتحت أبوابها أمام اللاجئين الأوكرانيين بشكل كبير منذ بداية الأزمة، في إطار استراتيجية شاملة لدعم أوكرانيا سواء في مجال الدفاع أو على المستوى الدبلوماسي والإنساني، فيما يرى تناقضًا في الموقف البريطاني الذي اتسم أيضًا بالقوة في تعزيز الموقف الأوكراني ودعمه، لكنه رفض استقبال اللاجئين بأعداد كبيرة.