كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
لا شكّ في أنّ الإمساك يكون مُزعجاً ومؤلماً ويمنعكم من الشعور بحالٍ جيّدة طوال اليوم. وإذا كنتم تشكون من أعراضه الشائعة مثل عدم انتظام حركة الأمعاء أو الألم أو صعوبة في تمرير البراز، فاعلموا أنّ نحو 16 في المئة من البالغين الأميركيين يواجهون المشكلة ذاتها، وفق «National Institute of Diabetes and Digestive Kidney Diseases». لكنّ الخبر الجيّد أنه يمكن مُداواة الإمساك بعادة واحدة بسيطة يجب تطبيقها يومياً. فهل تعلمون ما هي؟
إستناداً إلى «Mayo Clinic»، إنّ جرعة صباحية من المياه بعد الاستيقاظ من النوم تساعد على إرسال المغذيات إلى مختلف أنحاء الجسم، وتنظيم حرارته، وطرد السموم منه. وفي الواقع، إنّ قدرة المياه على تحرير الجسم من البقايا والسموم هي التي تجعلها وسيلة فعّالة لتهدئة الإمساك.
صحيحٌ أنّ شرب المياه في أي درجة حرارة، باردة أو على حرارة الغرفة أو دافئة، سيضمن ترطيب الجسم، إلّا أنّ المياه الدافئة هي الأفضل للإمساك، بحسب دراسة نُشرت عام 2016 في «Gastroenterology Nursing».
إنّ شرب المياه الدافئة على معدة فارغة قد لا يبدو عادة يومية مُثيرة، إلّا أنّ كوباً واحداً يساعد على تعزيز الأيض وتحريك الأمعاء.
وأظهرت الأبحاث العلمية أنّ شرب المياه الباردة قد يخفّض الحركة. على سبيل المِثال، تبيّن أنّ احتساء المياه عند حرارة 2 درجة مئوية يثبط تقلصات المعدة مقارنةً بالمياه التي تتراوح حرارتها ما بين 37 إلى 60 درجة مئوية.
ولكن ماذا عن درجة حرارة المياه الصحيحة؟ إستناداً إلى الأبحاث العلمية، يُستحسن شرب المياه التي تتراوح حرارتها ما بين 54 إلى 71 درجة مئوية لتفادي الحرق. وكقاعدة عامة، يُنصح بأن تكون حرارة المياه أكثر من فاترة ولكن ألّا تصبح ساخنة جداً لدرجة أنه لا يمكن شربها.
أمّا بالنسبة إلى الكمية التي يجب شربها، فقد تتفاجأون عندما تعلمون أنّ مشكلة الإمساك يمكن أن تحدث حتى إذا كانت حركة الأمعاء يومية، وفق «American College of Gastroenterology». إذ قد يتمّ تمرير البراز يومياً ولكن من دون تفريغ الأمعاء كلّياً. لذلك فإنّ الحفاظ على جسم مُرطّب من خلال شرب الكثير من المياه أمر أساسي لهضمٍ جيّد وأيضاً للوقاية من الإمساك.
وبحسب «Cleveland Clinic»، يجب شرب ما لا يقلّ عن 8 أكواب من المياه خلال اليوم. كما أنه من الضروري الحصول على 2 إلى 4 أكواب إضافية في حال المعاناة من إمساكٍ شديد. إنّ هذا يتوافق مع دراسة نُشرت عام 2020 في «PLOS One» أظهرت أنّ شرب ما لا يقلّ عن 8 أكواب من المياه يومياً ساعد على تهدئة الإمساك عند مرضى متلازمة القولون العصبي.
مِن الآمِن شرب 1 إلى 2 كوب من المياه الدافئة عند الاستيقاظ من النوم لتليين الجهاز الهضمي ودعم وظائفه. غير أنّ المياه وحدها لن تكون مُجدية. إذ يجب أن يترافق ذلك مع استهلاك مأكولات غنيّة بالألياف مثل الفاكهة، والخضار، والبقوليات، والحبوب الكاملة لدعم صحّة الأمعاء وضمان انتظام حركتها. إنّ شرب كمية كافية من المياه مهمّ جداً عند اتّباع حمية غنيّة بالألياف لأنه يساعد على تمرير الألياف عبر الجهاز الهضمي لتحسين عملية الهضم.
يُذكر أخيراً أنه يمكنكم إضافة القليل من عصير الحامض إلى المياه الدافئة لتقبُّل مذاقها. إنّ ذلك لن يمنحكم جرعة جيّدة من الفيتامين C فحسب، إنما سيُساعدكم أيضاً على الهضم وتهدئة الإمساك بما أنّ الحموضة تساهم في تطهير الأمعاء، إستناداً إلى دراسة نُشرت عام 2021 في «Journal of Science and Technology».