IMLebanon

السنيورة إلى بيروت… وقرار الترشح ينتظر كلمة السر!

جاء في “المركزية”:

قبل نحو شهرين على الموعد المضروب للانتخابات النيابية، تتقاطر الى باريس شخصيات سياسية لبنانية معارضة رئاسية ووزارية ونيابية وممثلين عن رؤساء احزاب، تعقد اجتماعات مع ابناء الجالية لحثها على المشاركة في الاقتراع، فيما يلتقي آخرون مسؤولين فرنسيين بعيدا من الاضواء للتشاور في المرحلة الانتخابية عموما وما بعدها في شكل خاص، لا سيما الانتخابات الرئاسية في تشرين الاول المقبل وما تفترضه المرحلة اللبنانية الحساسة من تسويات لم تعد تحتمل التأجيل في ضوء عقم الحلول من الطاقم السياسي الحاكم واستمرار تناسل الازمات التي تهدد بانفجار وشيك بعدما بلغت التداعيات الاقتصادية للأزمة الاوكرانية ساحة لبنان، اضافة الى ارتفاع منسوب الحديث عن ارجاء الاستحقاق من خلال حجج وذرائع تطرح في سوق التداول اخيرا، على رغم اصرار المجتمع الدولي على اجرائها في موعدها.

فبعدما زارها النائب السابق فارس سعيد والنائب المستقيل مروان حمادة ونواب آخرون وشخصيات ابقوا زياراتهم سرية، حطّ فيها اخيرا الرئيس فؤاد السنيورة والوزير السابق اشرف ريفي. وفيما لا يزال الثاني هناك حيث يجري اتصالات ويعقد لقاءات، عاد الاول الى بيروت وبدأ سبحة اجتماعات استهلها مع “مجموعة العشرين” التي تضم شخصيات رفضت التسوية الرئاسية التي اوصلت العماد ميشال عون الى الرئاسة، وكان ابرزهم الى السنيورة الذي شكلها، الرئيس تمام سلام الذي توقف عن الحضور بعد تشكيل الحكومة السلامية ، المفتي مالك الشعار، عمر مسقاوي، رشيد درباس، نهاد المشنوق، خالد قباني، عاصم سلام، صلاح سلام، محمد بركات، أمين حوري، عمر عصام حوري، محمد السماك، رضوان السيد، فاروق جبر، محمد السعودي، محمد سنو، أحمد الغز، بشار شبارو، وغيرهم. وقد استأنفت المجموعة اجتماعاتها اليوم بعد توقف طويل.

وتشير مصادر سياسية الى ان السنيورة الذي تشاور مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قبل سفره، يجري مشاورات ايضا مع جهات عربية لتلمس الاتجاهات المفترض ان يسلكها انتخابيا وتتحدد في ضوئها طبيعة الموقف السني، بعد تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي وتياره،والعزوف عن الترشح وخوض الانتخابات النيابية في ايار المقبل، وذلك لعدم ترك الساحة السنية في فراغ سينعكس وطنيا اولا قبل ان يلقي بثقله على الطائفة. وفيما يتردد ان السنيورة مستمر في مساعيه لتشكيل لوائح، لا سيما في بيروت الثانية، اذ توقعت المصادر ان يعلن ترشحه عن المقعد السني فيها وليس عن المقعد الصيداوي، خصوصا ان النائب بهية الحريري تبدو حسمت امرها بالتزام القرار السياسي العائلي بعدم الترشح في صيدا وعدم دعم اي مرشح.

الا ان قرار الترشح من عدمه يبقى، بحسب المصادر، رهن المشاورات المتسارعة التي يجريها السنيورة في بيروت، مع القيادات والمجموعات السنية السياسية والروحية في الايام القليلة الفاصلة عن 15 ايار موعد اقفال باب الترشيحات بحسب قرار وزارة الداخلية، الا اذا تم تمديد المهلة بفعل شكوى المرشحين من عدم قدرتهم على اتمام معاملاتهم بفعل العقبات اللوجستية التي تواجههم في الدوائر الرسمية. فهل تكفي الايام الستة الفاصلة عن هذا الموعد لحسم القرار الذي لا بد ان يأتي منسقا مع دار الفتوى، التي باتت المايسترو السياسي السني بعد اعتكاف الحريري والى حين ظهور قيادة سياسية جديدة للطائفة؟ وهل تصل كلمة سر عربية او خليجية تمنح السنيورة اشارة مرور نحو البرلمان، خشية توظيف الفراغ السني واستثماره من فريق الممانعة لمصلحة ايران؟