IMLebanon

المولدات نحو التقنين القاسي… وربما الاطفاء!

كتبت ايفا ابي حيدر في “الجمهورية”:

يبدو انّ شبح العتمة سيعود عمّا قريب. فلا خطة كهرباء قيد التنفيذ، ولا تحسّن في التغذية من خلال الاعتماد على الاردن ومصر في المدى المنظور، بل على العكس، إن ارتفاع اسعار المحروقات عالمياً سيزيد من فاتورة المولدات التي بدأت بالتقنين، وبعضها توقّف كلياً في اكثر من منطقة، لعدم قدرة المواطنين على مجاراة الارتفاعات في فاتورة المولد.

بات هاجس ارتفاع اسعار المحروقات تماشياً مع ارتفاع اسعار النفط عالميا يؤرق اللبنانيين اذ يمكن للمواطن ان يخزّن المواد الأولية تحسباً لانقطاعها او ارتفاع اسعارها انما ما لا يمكن التحوّط له هو تجنّب كأس ارتفاع اسعار المحروقات وتداعيات ذلك على حياته اليومية من كلفة التنقل، الى ارتفاع اسعار السلع والخدمات الى الكهرباء وخصوصا فاتورة المولد.

ضبط سعر صرف الدولار عبر منصة صيرفة في حدود الـ20 الفا ساهم في الفترة الماضية بضبط الارتفاع الصاروخي في أسعار المحروقات أما المازوت وكونه محرّر وغير مدعوم، فقد ارتفع سعر طنه بحوالى 450 دولارا في غضون اسبوع اذ بعدما كان قد سجل الاسبوع الماضي 800 دولار للطن وصل راهنا الى نحو 1250 دولارا للطن بزيادة نحو 40 % اذا وجد، اما في السوق السوداء فيتراوح سعر الطن ما بين 1300 الى 1400 دولار ما حدا بأصحاب المولدات الى رفع ساعات التقنين لسببين: الاول عدم قدرتهم المالية على شراء المازوت، والثاني لتجنّب اصدار فاتورة بالملايين للمشتركين.

وكانت قد تردّدت معلومات أمس عن العمل على اصدار قرار بربط سعر صفيحة المازوت بدولار منصة صيرفة اي بنحو 20200 ليرة او 20500 ليرة، ما من شأنه ان يخفّف من عبء الغلاء وان يخفض من فاتورة المولدات الشهرية على المشتركين.

وفي هذا الاطار، أوضحَ رئيس تجمع اصحاب المولدات الخاصة عبدو سعادة لـ«الجمهورية» أنه يرحّب بهذا التوجّه، معتبرا ان هذا القرار اذا ما اتخذ سيساعدنا على شراء المازوت بالعملة التي نجبي فيها، وقال: لطالما طالبنا بدعم المازوت من اجل تحقيق وفر في فاتورة المشتركين في المولد. وشرح ان كل طن من المازوت يؤمّن حوالى 10 ساعات تغذية من المولد، وتالياً ان صاحب المولد يحتاج الى نحو 30 طنا شهريا وعليه بالتالي تأمين نحو 27 الى 28 مليونا يوميا ثمن مازوت؟ امام هذه المعادلة الكارثية لجأ اصحاب المولدات الى التقنين.

وعن الفواتير المتوقعة لهذا الشهر قال: في عملية حسابية بسيطة يتبين ان سعر طن المازوت ارتفع بنحو 40 % في غضون ايام ولا نعرف كم سيرتفع بعد حتى نهاية الشهر، وبالتالي يتوقع حتى الان ان تزيد الفاتورة هذا الشهر بالنسبة نفسها التي سيرتفع فيها سعر طن المازوت إنما الكلمة الفصل في التسعيرة تعود لما ستحدّده وزارة الطاقة.

وعن التدابير التي سيتخذها اصحاب المولدات لمواجهة ارتفاع اسعار المحروقات عالمياً، قال: لجأ البعض الى خفض ساعات التغذية الى 8 او 10 ساعات واقتصارها على التغذية ليلاً، من الخامسة عصرا الى 12 ليلا، لافتا الى انه اذا لم تتخذ اي حلول في موضوع المازوت مثل تسعيره بالليرة اللبنانية وفق منصة سعر صيرفة او ربما دعم سعر المازوت فسنشهد بعد 15 آذار انطفاء للمولدات في غالبية المناطق مثلما حصل في منطقة دير القمر.

وعن نسبة تراجع المشتركين في المولدات الخاصة نتيجة ارتفاع اسعار المحروقات قال: ما بين إلغاء الاشتراك بسبب عدم القدرة على دفع فاتورة المولد ومن خفض حجم الامبير من 10 الى 5 او من 5 الى 2 امبير تتراوح النسبة ما بين 20 الى 30 في المئة.