IMLebanon

ما الذي تحمله زيارة عون إلى الفاتيكان؟

يصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاحد 20 الجاري، يرافقه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، إلى روما حيث سيلتقي في 21 الجاري البابا فرنسيس وكبار المسؤولين في الكرسي الرسولي ويتناول عددا من المسائل المتصلة بالعلاقات الثنائية بين الجانبين. وفي اليوم التالي، يلتقي الرئيس عون الرئيس الإيطالي سرجيو ماتاريلا وسيكون له لقاءات مع مسؤولين في منظمات تابعة للأمم المتحدة في روما.

وتشير المعلومات الى ان الرئيس عون سيبحث في لقاءاته مسائل تخص لبنان بالاضافة الى أوضاع مسيحيي الشرق عموما ومسيحيي لبنان خصوصا في ضوء التطورات وانعكاسها عليه، لأن الجميع يعي أن في حال كان مسيحيو لبنان بخير فإن مسيحيي الشرق الأوسط جميعهم بخير، إضافة الى موضوع النازحين السوريين وضرورة مساعدة لبنان في تأمين العودة الآمنة لهم إلى وطنهم.

هذه الزيارة هي الثانية للرئيس عون الى الفاتيكان خلال ولايته الرئاسية الذي زاره عام 2017. وتكتسب أهمية كونها تأتي بعد زيارة أمين سر الفاتيكان للعلاقات مع الدول المونسنيور بول غالاغر الاخيرة الى لبنان، وما تلاها من أخبار اعتبرها معظم اللبنانيين غير صحيحة، خاصة في ما يتعلّق بـ”حزب الله” نقلاً عن غالاغر ان إسقاطه عن لوائح الإرهاب الدولية والأميركية يمكن أن يساهم في ترطيب الأجواء وتحسين العلاقة معه، وهذا يجعل الحوار معه أسهل، لا سيما في الجانب المتعلق بدور إيران وتأثيرها في لبنان. كما تم أيضاً تناقل معلومات عن التقاء غالاغر شخصيّة مهمّة من “الحزب”، وبأنّ الفاتيكان يُعدُّ بكلّ هدوء ورويّة لعقد مؤتمر مسيحي – إسلامي في سوريا في وقت غير بعيد، وإلى أنّه يحظى بدعم مصر الدولة وشيخ الأزهر فيها. فما الذي تحمله زيارة الرئيس عون الى الفاتيكان؟

سفير لبنان في الفاتيكان فريد الخازن يؤكد لـ”المركزية” ان “الزيارة مرتقبة منذ فترة، وتأتي في سياق التواصل الدائم والمتابعة من الكرسي الرسولي وخاصة الآن بعد زيارة غالاغر الاخيرة الى لبنان”، لافتاً إلى أن ثمة حرصا من قبل الرئيس عون على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين لبنان والفاتيكان، ويمكن القول ان ثمة حاجة اليوم لطرح المواضيع المتصلة بالعلاقات الثنائية بين لبنان والفاتيكان وللتأكيد على أهميتها في ظل التحولات الكبرى على مستوى السياسة الدولية جراء الحرب في اوكرانيا”.

ويضيف الخازن: “هناك مواضيع عديدة سيتم تناولها، خاصة وان الازمات متلاحقة في لبنان، وقد تكون لدى الرئيس طروحات معينة بخصوص الاوضاع الداخلية والخارجية. من جهته، سيتناول الفاتيكان مواضيع لها علاقة بالاصلاح والاستقرار في لبنان وأهمية ايجاد الحلول لإخراج الناس من المعاناة”.

وعن دور الفاتيكان لإيجاد الحلول، يشير إلى أن “الفاتيكان لديه مبدأ في موضوع تدخله في أي قضية تخص أي دولة. والمونسنيور غالاغر قال في بيروت رداً على سؤال حول إمكانية تدخل الفاتيكان لحلّ مشاكل لبنان: “يجب ان يكون هناك طلب وموافقة من كل المعنيين”. ومنذ أيام، قال أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في تصريح، ان الفاتيكان مستعد للقيام بأي مبادرة في حرب اوكرانيا اذا طُلب منه ذلك من قبل الاطراف المعنية، وهذا ينطبق على لبنان ايضاً، فهو مستعد لمساعدة اللبنانيين بايجاد اي حلول اذا أرادت الاطراف اللبنانية ذلك وكانت موافقة على هذا الدور”، ويستطرد: “على اللبنانيين القيام بدورهم وتحمّل المسؤولية، فهناك امور لا يمكن لغيرنا ان يجلس مكاننا للقيام بها حتى لو كانت لديه النية بذلك”.

ورداً على المعلومات التي نُسِبت لغلاغر يقول الخازن: “جرى تداول الكثير من المعلومات في لبنان، لكن غالاغر عبّر بكل وضوح عن موقف الفاتيكان من اي مبادرة تخص لبنان خلال زيارته وهي السياسة المعتمدة في أي مسالة فيها خلاف او أزمات اكان سابقا في اميركا اللاتينية او مؤخرا في اوكرانيا، بأن الفاتيكان مستعد للمساعدة اذا ما طُلب منه ذلك، وبموافقة الاطراف المعنية في النزاع. والفاتيكان لا يدخل بنزعات او تجاذبات داخلية ضمن الدول الا اذا طلب منه مبادرة بموافقة الجميع، وهو ليس طرفا في أي نزاع”.

وهل سيوجه رئيس الجمهورية دعوة لقداسة البابا لزيارة لبنان، يجيب: “سبق للرئيس عون ان وجّه له الدعوة ومن المتوقع ان يؤكد عليها اليوم”، مشيراً الى ان البابا لديه اهتمام دائم بالوضع اللبناني وقام يمبادرات عديدة في هذا الاتجاه منذ سنتين حتى الآن، وتحدث اكثر من مرة عن احتمال الزيارة، لكن الامر يخضع لجدول اعمال الفاتيكان، إذ يتم الاعداد لأي زيارة قبل وقت طويل ولا تحصل فجأة”.

ويختم الخازن: “فكرة التواصل الدائم مع الفاتيكان من قبل المسؤولين اللبنانيين وخصوصا رئيس الجمهورية مرحب بها في الفاتيكان خاصة لبحث المواضيع المعروفة والمستجدة في ضوء التطورات على المستوى الدولي والاقليمي وهذا كله مفيد ذلك ان التواصل المباشر يبقى أكثر تأثيرا ومردودا من الحديث بالواسطة”.