IMLebanon

“الشمال الثانية”: لوائح صافية ولا تحالفات

كتبت راكيل عتيِّق في “الجمهورية”:

لم تتبلور بعد صورة اللوائح التي ستخوض الانتخابات النيابية المقبلة في غالبية الدوائر، لأسباب تحالفية وحسابية وتمويلية عدة، ولـ«قلة حماسة» تطغى على هذه الانتخابات، خصوصاً في ظلّ تخوُّف من «تطييرها» في أي لحظة، فضلاً عن دخول عامل إضافي إلى هذا الاستحقاق، يتمثّل بـ«قوى الثورة» وحالة الانهيار. وفي حين يتبقّى شهر على مهلة تسجيل اللوائح التي تنتهي في الرابع من نيسان المقبل، يبدو أنّ صورة اللائحة التي يعمل عليها المستقيلون من تيار «المستقبل»، في دائرة الشمال الثانية (طرابلس – المنية – الضنية)، ستكتمل في اليومين المقبلين، لكنّها قد لا تُعلن قبل انقضاء مهلة الرجوع عن الترشُح التي تنتهي في 30 آذار الجاري، وذلك تحسباً لأي انسحابات في اللحظة الأخيرة.

ما بات محسوماً في دائرة «الشمال الثانية» والتي تضمّ 11 مقعداً نيابياً، أن لا تحالف بين «قدامى المستقبل» الذين يتقدّمهم النائب السابق لرئيس تيار «المستقبل» الدكتور مصطفى علوش والنائب سامي أحمد فتفت، مع الوزير الأسبق اللواء أشرف ريفي وحزب «القوات اللبنانية»، كذلك لا تحالف انتخابياً مع لائحة «العزم» التي تضمّ القريبين من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وبالتالي، سيخوض كلّ فريق المعركة الانتخابية في لائحة منفصلة، بحيث من المُفترض أن تُشكّل 4 أو 5 لوائح في هذه الدائرة، وهي: «قدامى المستقبل»، وقريبون من التيار، تحالف ريفي – «القوات»، لائحة «العزم»، لائحة تضمّ حلفاء «حزب الله» مثل فيصل كرامي وجهاد الصمد، وقد تبرز لائحة خامسة تمثّل «قوى الثورة» إذا نجحت هذه القوى في تشكيل لائحة.

 

لجهة لائحة «جو ميقاتي»، والتي من المرجح ألّا يعلن رئيس الحكومة دعمها علناً أو يدعو الى التصويت لها، فستضمّ: عضو كتلة «الوسط المستقل» علي درويش وسليمان جان عبيد والنائب السابق كاظم الخير، ومن الوارد جداً أن يكون كريم محمد كبارة أيضاً ضمن هذه اللائحة، بحسب مصادرها. وفيما يجري البحث مع مجموعة أسماء لتكتمل هذه اللائحة، يتمّ اختيار المرشحين بحيث يكونون قريبين من توجُّه اللائحة المعتدل وتكون هناك قواسم مشتركة في ما بينهم، بحسب هذه المصادر، إذ «إنّها تطرح خياراً أساسياً للطرابلسيين وأهالي المنية والضنية، وتمثّل صيغة الاستقرار والتوازن والاعتدال، وهويتها واضحة».

وعن دعم ميقاتي لهذه اللائحة علناً، مع ما يُشكّله هذا الدعم من دفع للناخبين في هذه الدائرة الى الاقتراع، خصوصاً في ظلّ غياب الزخم الشعبي الانتخابي بعد قرار ميقاتي عدم الترشح وعدم خوض رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري وتياره الانتخابات، توضح المصادر نفسها، أنّه سبق أن دعا ميقاتي الطرابلسيين وجميع اللبنانيين الى الترشح والاقتراع. وتقول: «الجميع يعرف موقعنا. لكن الرئيس ميقاتي سيكرّر دعوته العامة والمباشرة لجميع اللبنانيين الى المشاركة بكثافة والاقتراع في الانتخابات، وعدا عن ذلك على الناس أن يختاروا من هو مناسباً ويمثّل توجهاته، فعدم ترشح الرئيس ميقاتي رسالة بحدّ ذاتها، أنّه مبدئياً على مسافة واحدة من الجميع، لأنّه يرأس حكومة كلّ لبنان».

 

وتعتبر مصادر لائحة «العزم» أو القريبة من ميقاتي، أنّ عدم التحالف مع «المستقبليين القدامى»، قد يكون جيداً للمعركة الانتخابية، إذ إنّ ذلك يوضح الخيارات أمام الناس، بحيث لا يكون هناك تداخل في اللائحة الواحدة، فتكون أمامهم مجموعة خيارات لكي يختاروا منها، إن على مستوى الخلفية السياسية أو التوجّهات الأخرى، وتعدُّد الخيارات هذا قد يشجّع الناخبين على الإقبال أكثر الى الاقتراع.

على مستوى لائحة «قدامى المستقبل»، والتي يقود العمل على تشكيلها علوش، فإنّها باتت قريبة من الاكتمال. ولا ينطلق عدم التحالف مع ريفي و«القوات» ولا مع لائحة ميقاتي، من خلافات أو من تعذُّر التحالف. وتقول مصادر هذه اللائحة: «لن ندخل في لوائح متنافسة بل الهدف أن تحصّل كلّ لائحة الحواصل المطلوبة، وفيما أنّنا سنصبّ بعضنا مع بعض بعد الانتخابات، في مواجهة مشروع «حزب الله»، إلّا أنّ المصلحة الانتخابية الآن تستدعي أن يكون كلّ طرف في لائحة واحدة». عدم التحالف هذا يعزّز حظوظ «المستقبليين القدامى» أيضاً بحسب جهات متابعة، إذ إنّ هذه اللائحة لا «تستفز» الشارع في الشمال الثانية وجمهور «المستقبل» الذي يبدو أنّه رافض وغير متقبّل لأي تحالف مع ريفي أو «القوات»، خصوصاً بعد قرار الحريري عدم خوض الانتخابات.

 

وتقول مصادر اللائحة: «لا شك في أنّ غياب الحريري وقراره له تأثير كبير جداً على المزاج السنّي، وستكون حظوظنا أقلّ، لأنّ رفاقنا في التيار لا يعملون معنا، لكنّنا نحاول بالإقناع والحوار أن نقول إنّ الفراغ سيملأه من هم أساساً ضدّ «المستقبل» والذين اغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن المفترض أن نتشارك جميعاً لمنع هذا الفراغ ولحفظ تيار «المستقبل» خلال السنوات المقبلة».

وفيما تعاني هذه اللائحة من مشكلة التمويل، يحاول مشكّلوها تغطية التمويل من خلال مرشحين آخرين ينضمون الى اللائحة، علماّ أن «لا متمولين ضمن اللائحة، لكن أشخاصاً لديهم قدرات مالية تمكنهم من المساهمة». كذلك هناك بحث مع أشخاص لديهم قدرات مالية يؤمنون بتوجُّه هذه اللائحة لتغطية جزء من تمويل حملتها من دون المشاركة فيها ترشحاً.

وفيما الحوار والمشاورات قائمة بين مؤلّفي هذه اللائحة ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، وكلّ القوى التي يهمّها أن تمنع الفراغ على مختلف الأراضي اللبنانية، إلّا أنّ كلّ تفاصيل الترشيحات وتأليف اللائحة في الدائرة تجري محلياً، بحسب مصادر اللائحة، التي تؤكّد «أنّها تعمل من دون أي دعم خارجي». وعن دعم دار الفتوى، تشير الى أنّ «دار الفتوى مرجعية دينية غير مضطرة إلى أن تشارك في الانتخابات، لكن دعوة المفتي والمجلس الاسلامي الشرعي الأعلى الى المشاركة في الانتخابات واضحة».