IMLebanon

الحزب من عين الرمانة واليمن إلى أوكرانيا؟ (بقلم فريدريك خراط)

“شيعة شيعة شيعة…” هكذا يقتحم مناصرو “حزب الله” المناطق ويعيثون خراباً فيها. استباح “حزب الله” جميع المناطق وغزاها، بدءًا من 7 أيار 2008 عند استباحته بيروت والجبل، وصولا إلى شويا وخلدة وساحة الشهداء وعشرات الاعتداءات في عين الرمانة، وآخر فصولها في تشرين الأول الماضي، في حين أن رئيس الجمهورية ميشال عون يعتبر ألا تأثير لسلاح الحزب على الوضع الأمني في لبنان.

لم يوفّر “حزب الله” أي حرب اقليمية إلا وشارك فيها، من سوريا التي تحجج بمحاربة الجماعات التكفيرية وردعها من الوصول إلى الحدود اللبنانية وحماية مقامات دينية فيها، الى اليمن بحجة حماية أطفال اليمن و”الحوثيين المظلومين”، الى المشاركة في البحرين من خلال تدريب جماعات معارضة للدولة. والخط الفاصل في كل هذه المشاركات كان تنفيذ المشروع الإيراني في تصدير الثورة إلى الدول العربية ودعم المجموعات الشيعية الموالية لإيران كمثل العراق واليمن والبحرين، أو لدعم أنظمة موالية لطهران كمثل النظام السوري.

ومؤخراً، أعلنت السلطات الأوكرانية دخول جماعات من “حزب الله” للقتال في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية، إلا أن الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله نفى ذلك رغم تأكيد أوكرانيا وجود أدلة تثبت مشاركته بالقتال. وهنا لا بدّ من أسئلة: كيف سيبرر “حزب الله” وجمهوره مشاركته في هذه الحرب؟ من اتخذ القرار بمشاركة الحزب في القتال في أوكرانيا خدمة لمشاريع الرئيس فلاديمير بوتين؟

هل يؤمن الحزب لبوتين خبراء عسكريين لإدارة القتال، عجز الأسطول الروسي عن إيجادهم في صفوفه أو ربما خبراء استراتيجيين في حين يعجز الخبراء الروس من دراسة طبيعة الأرض الأوكرانية؟ أو تصنيع مسيّرات عجزت روسيا عن تصنيعها؟ أو إرسال مناصرين على الدراجات النارية لهتاف “شيعة شيعة” في أوكرانيا؟ أو هل أعجبت الدولة الروسية بأداء وخبرات الحزب القتالية في عين الرمانة وخلدة وسوريا والعراق واليمن فاستعانت به؟

كلها أسئلة لا تمت للواقع بصلة لأن الحقيقة واضحة. روسيا بحاجة إلى مرتزقة تنشرها في الصفوف الأمامية ليس أكثر.

هل مناصرو “حزب الله” مستعدون للموت “فداء بوتين”؟ أو المهم تنفيذ التكليف الشرعي والقتال في أي بقعة من العالم خدمة للمصالح الإيرانية التي تقتضي اليوم تقديم خدمات مجانية لبوتين. وكيف سيبرر “حزب الله” أنه “مقاومة” بوجه إسرائيل وهو يدعم الروسي الذي يغزو أوكرانيا بوجه الشعب الأوكراني الذي يقاوم دفاعاً عن أرضه؟

ربّ قائل إن الحزب نفى مشاركته، وربما هذا النفي يكون كمثل نفيه مشاركته المثبتة في حرب اليمن والعراق، أو كمثل تذرّعه بالدفاع عن المقامات الشيعية في سوريا في حين أن المقام الوحيد الذي كان يدافع عنه هو مقام بشار الأسد تنفيذاً للأوامر الإيرانية!