IMLebanon

هل يحقّ لـ”الحزب” اتهام معارضيه بالخيانة والعمالة؟!

جاء في “المركزية”:

اطلق رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، امس سلسلة جديدة من المواقف السياسية اللافتة في سياق حملة حزب الله الانتخابية. فهو لفت في لقاء في بلدة يحمر، الى أن “الجميع يسعون لإبعادنا عن ساحة العمل النيابي حتى يستطيعوا  اكمال شغلهم وفق أجنداتهم”، وقال “نحن نوجع رأس هؤلاء الذين يريدون أعمدة الدولة في الأرض، انهم يضعون “راسهم براسنا” ليخرجونا من المجلس النيابي ويقولوا انهم أخذوا الأكثرية التي يريدونها من أجل تأمين قوانين تسمح لهم بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي. وشدد على “أن الإسرائيليين لا يمكنهم أن يهددونا بشيء، فلبنان لديه مقاومة تمتلك مسيرات وصواريخ منقطة”. وقال “يسترجي الإسرائيلي يقرّب”، هذا ما يفقد الأميركي عقله، ومن أجل ذلك هم يتوسلون بكل وسيلة من أجل أن يلووا ذراعنا، وطالما هذه الذراع هي من جسدكم يا أشرف الناس فإنها لن تلوى”.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن لجوء رعد الى لعب ورقة التطبيع مع العدو الاسرائيلي في حال فاز المحور الآخر في الانتخابات، محروقة وتدل على مدى افلاس الحزب. فالقوى السياسية الوازنة في البلاد والمعارِضة له، تنادي بتطبيق الدستور والطائف بكل مندرجاته وليس السلام مع تل ابيب مدرجا لا من قريب ولا من بعيد على اجندتها السياسية او الانتخابية. فهذا “الطائف” يقول بان اسرائيل عدو، كما ينيط مهمة الدفاع عن لبنان في وجه اي اعتداءات قد يتعرّض لها من قبل العدو الاسرائيلي او سواه، بالجيش اللبناني والقوى الامنية الشرعية حصرا، ويقول بحصر السلاح بيدها هي فقط. وهذا ما تنادي به الاحزاب السيادية، من دون زيادة او نقصان، وهي تتعاطى مع الدستور وتعتنقه “كلّاً” ولا تنظر اليه “على القطعة” كما يفعل الحزب.

اما مَن قدّم تنازلات للعدو الاسرائيلي في السنوات الماضية، فكانت الحكومات التي يملك للحزب اغلبية فيها، وحكومة اللون الواحد التي ألّفها، حين اطلقت سراح عامر الفاخوري الذي يعتبره حزب الله والمحور الممانع “عميلا”.

اضافة الى ذلك، تتابع المصادر، رعد قال “لدينا عروض دولية للتنقيب عن الغاز لمصلحتنا ومن دون أن ندفع كلفة، لكن الأميركي يرفض لأنه يريد أن يأتي بشركة لندفع أجرها واستثمارها وبالشروط التي تفرضها علينا، ويبتزنا بالعدو الإسرائيلي. لكن فات الحزب على ما يبدو، ان مَن يتولى التفاوض حول الحدود البحرية مع تل ابيب، وملف الترسيم والتنقيب كلل، منذ أشهر، هو حليفه الاول رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فيما الحكومة اليوم، يملك 8 آذار فيها أغلبية مريحة. فما الذي يمنع حزب الله من فعل ما يجب فعله للمباشرة بالتنقيب بعيدا من الضغوطات الاسرائيلية؟!

هذه المعطيات تثبت ان حجّة الحزب ضعيفة جدا وأن سلعة “اتهام الآخرين بالعمالة” ما عادت بيّيعة او مقنعة الا لمَن تم “غسل دماغهم”. فهؤلاء مثلا قد يقبلون بما يقوله لهم رعد عن ان “المعركة الإنتخابية سياسية وسنعمل من خلالها على توجيه رسالة إلى أعداء الخارج مفادها أننا قوم لا نهتز حتى لو جوعتمونا، أو منعتم الكهرباء عنا، أو عثتم خرابا في مؤسساتنا، او لم تتركوا قرشا للتنمية في خزينتنا، بينما القاصي والداني بات يدرك ان التهريب والفساد وسوء الادارة والصفقات، اوصلت اللبنانيين الى الجوع والعتمة والفقر والعوز…