IMLebanon

الانفجار الاجتماعي… باب لتطيير الانتخابات؟

كتب المحرر السياسي في IMLebanon:

لم يمرّ كلام وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي حول استحالة تأمين التيار الكهربائي يوم الانتخابات عبر “مؤسسة كهرباء لبنان” بفعل الكلفة الضخمة التي طلبتها المؤسسة والبالغة 16 مليوناً و232 ألف دولار أميركي مرور الكرام، وخصوصاً أن مولوي أشار إلى أن هذه الكلفة تفوق الكلفة الكاملة لإجراء الانتخابات في لبنان والخارج والتي تبلغ حوالى 12 مليون دولار.

مصادر متابعة تؤكد أنه صحيح أن وزير الداخلية أكد البحث عن بدائل لكن لا شيء مضموناً، وخصوصاً أن رئيس الجمهورية ميشال عون كان جزم بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها لكنه استدرك بالقول “بعد أن يتم تأمين الاعتمادات اللازمة واتخاذ الاجراءات المناسبة لها”. وهذا الكلام المتسلسل يدفع إلى طرح أكثر من سؤال حول حتمية إجراء الانتخابات، وخصوصاً إذا أضفنا إلى ما سبق واقع تراكم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تُنذر بالأسوأ، وسط اقتناع بأن الاحتياطي الأجنبي الباقي لدى مصرف لبنان لا يمكن أن يؤمن استمرارية في تمويل كل أنواع الاستيراد القائمة، سواء في الأدوية أو الاستشفاء أو المواد الغذائية أو المحروقات أو غيرها من المواد الأساسية، وسط عجز رسمي تام عن القيام بأي خطوة وفي ظل ما بات مؤكداً بأن لا اتفاق نهائيا مع صندوق النقد الدولي قبل الانتخابات النيابية، ما يعني انعدام إمكانية الاتيان بأموال جديدة الى البلد بالعملة الصعبة.

وتؤكد المصادر أن شهر رمضان المبارك الذي يطل على اللبنانيين السبت يمثل الأسابيع الأخيرة للحد الأدنى من الاستقرار الباقي، في ظل توقعات سوداوية لما بعد عيد الفطر اعتباراً من مطلع شهر أيار المقبل، ما يُنذر بانفجار اجتماعي- أمني ستكون الانتخابات النيابية أبرز ضحاياه، في حين يتلهى المسؤولون والمعنيون اليوم بإعلان اللوائح واحتساب الحواصل في انتخابات لا تزال تحوم حول إجرائها علامات استفهام كبرى، إضافة إلى أن لا أحد يجرؤ على الخروج ومصارحة اللبنانية بجواب حول أسئلة أساسية مثل: ماذا بعد الانتخابات النيابية إن جرت؟ هل من إمكانية لتشكيل حكومة جديدة لمتابعة المفاوضات مع صندوق النقد لأن الحكومة الحالية ستصبح حكومة تصريف أعمال؟ وماذا عن الانتخابات الرئاسية في ظل اقتناع شامل باستحالة إجرائها في موعدها في ظل غياب أي توافق دولي حول الرئاسة اللبنانية؟ والأهم كيف يصمد اللبنانيون إلى حين التوصل إلى تسويات في المنطقة بدءًا من فيينا مرورا بالمفاوضات السعودية- الإيرانية وليس انتهاءً بالعلاقات اللبنانية- الخليجية، بما يمكن أن ينعكس إيجاباً على الداخل اللبناني أم أن الانفجار بات حتمياً في ظل هذا الانتظار القاتل؟