IMLebanon

معركة كسروان جبيل لرفع الإحتلال الإيراني

من مسقط رأسه قرطبا يعلن النائب السابق فارس سعيد عن اللائحة الإنتخابية التي تضمه إلى النائب السابق منصور غانم البون والمحامي مشهور حيدر عن المقعد الشيعي والممثل أسعد رشدان ونائب رئيس “سيّدة الجبل”، العضو المؤسّس في “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان” بهجت سلامة.

حتى لحظة اكتمال اللائحة التي ستحمل شعار “الحرية قرار” كانت مشهدية المعركة الإنتخابية في دائرة جبل لبنان الأولى (كسروان-جبيل) غير واضحة المعالم. فالمساعي التي بُذِلت لضم سعيد إلى لائحة النائب المستقيل نعمت افرام اصطدمت بتمسك الأول بالبون وهذا ما رفضه افرام لاعتبارات عديدة .إلا أن إصرار سعيد على التمسك بالبون لم يحقق رهان البعض على خروجه من حلبة السباق الإنتخابي، فكانت ولادة اللائحة التي سيعلن عنها غدا الأحد من دائرته في قرطبا. على أن إطلاقها من هذه البقعة الجغرافية لا يعطيها صفة الحصرية.

يؤكد النائب السابق فارس سعيد عبر”المركزية” أن “لا تنافس ولا حساسية في المطلق بين جبيل وكسروان. فالناخبون هم أبناء منطقة واحدة. وتأكيداً على ذلك سيصار إلى أخذ الصورة التذكارية لأعضاء اللائحة غدا من قرطبا على أن يعقد مؤتمر صحافي للغاية نفسها من دارة المرشح البون في جونيه”. وتعقيبا على الكلام الذي أثير حول تمسكه بالبون يوضح:” هناك وحدة حال ومصير بيننا وقد ترافقنا في خط النضال والدفاع عن الحريات بدءا من أيام قرنة شهوان مرورا بلقاء البريستول وصولا إلى ثورة 14 آذار. وحتى عندما افترقنا بقيت روابط الصداقة، وهذا ما يؤكد أن تمسكي بالبون على نفس اللائحة ليس ظرفيا أو لمصالح إنتخابية”.

ليس شعار “الحرية قرار” الذي سيخوض على أساسه أعضاء اللائحة معركة الإنتخابات النيابية في 15 أيار وهمياً ولا مجرد عنوان لجذب الناخبين، ويقول سعيد:” هذه اللائحة ليست حزبية بل لائحة مستقلين، وتضم شخصيات من كوكبة الفكر والنضال والحريات. والهدف من المعركة تثبيت حرية القرار لدى أبنائها وتحريرهم من كل القيود، وبالتالي الدفاع عن مصلحة المنطقة وتحديد هويتها الثقافية والفكرية والإجتماعية . هذه هي طبيعة المعركة التي سنخوضها في وجه من يريد أن يضع يده على قرار المنطقة والتي هي بطبيعة الحال معركة وطنية وليست تحديد أحجام كما تراها الأحزاب التي ستخوض معركتها الإنتخابية في هذه الدائرة”.

إلى طابع رفع سطوة حزب الله عن المنطقة مع الحفاظ على خصوصية العيش المشترك فيها تتمايز لائحة” الحرية قرار” بالوجوه التي تضمها. “فالمرشح المحامي مشهور حيدر من الشخصيات الشيعية المعروفة في قضاء جبيل باعتداله ونضاله في سبيل الحريات”. لكن ألا يشكل وجود مرشح شيعي على لائحة يرأسها مطالب بتحرير لبنان وشعبه من سطوة حزب الله ورفع الإحتلال الإيراني؟ يجيب سعيد:” الرسالة من ضم المحامي حيدر إلى اللائحة هي التأكيد على أننا نعيش في منطقة حريات، أيا يكن انتماء الفرد السياسي او الحزبي أو الطائفي فيها. وعلى أن لا أحد قادر على فرض قوانينه وسطوته خدمة لمشروعه السياسي أو الحزبي أو الديني”. ويضيف ” موقفي الحاد ضد حزب الله ضدّ فريق سياسي في الطائفة الشيعية وليس ضد ابناء الطائفة الشيعية التي نكنّ لها كل الاحترام، وقد حافظنا واياهم خلال الحرب على العيش المشترك”.

وعن ضم الفنان أسعد رشدان إلى اللائحة يقول سعيد:” رشدان معروف بسيرته النضالية في وجه الظلم والإحتلال وإصراره على خوض معركة الحريات واستعادة السيادة وقد دفع ثمن مواقفه غاليا بحيث تعرض لأكثر من اعتداء بسبب آرائه السياسية ووضعت ملصقات على باب منزله في عمشيت. إنطلاقا من ذلك، فإن تمسكنا بترشحه يهدف إلى دعم فكرة حرية التعبير في قضاء جبيل، حيث يستطيع الانسان ان يكون حزبيا او مستقلا او مع اي طرف إنما لا يحق لاحد الاعتداء على بيته، فبلاد جبيل هي منطقة الحريات والعيش المشترك والرأي الحر والحركة السياسية الحرة ولا يحق لاحد الاعتداء على اي كان من ابنائها بسبب انتمائه السياسي”.

وفي ما يخص المرشح بهجت سلامة “فهو من الشخصيات المعروفة في ساحات الثورة وهو من الأعضاء المؤسسين ل”المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان” ومسيرته النضالية مستمرة من لقاء سيدة الجبل الذي يشغل فيه منصب نائب الرئيس وقد استُدعي إلى التحقيق بالدعوى المقامة من أحد محامي حزب الله على خلفية الإعتصام التضامني معي “.

تحديات عديدة ستواجهها لائحة”الحرية قرار” المستقلة بدءاً من “رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان مرورا بإختزال الأحزاب للحركات السياسية والحفاظ على حرية الهوية الثقافية وصولا إلى مواجهة من يريد أن يفرض علينا ثقافة الموت. أكثر من ذلك سنثبت لكل من يريد أن يحدد حجمه من خلال معركة انتخابات 2022 أن الأساس هو تحديد حجم التيار الإستقلالي في وجه أصوات مرشحي المنظومة وحزب الله. وأنا على يقين أن الناخب الجبيلي كما الكسرواني قادر على التمييز بين المرشح الذي يواجه بشكل موسمي والمرشح المؤهل لحمل صفة المواجهة على مر الأيام ورغم كل الظروف”.

في حين يربط الآخرون الأزمة المعيشية والمالية التي وصل إليها العباد والبلاد بالفساد وسوء الإدارة كانت لغة سعيد واحدة ومصوبة نحو الإحتلال الإيراني، وهذا ما يزيد من قناعاته بأن خيار الناخبين في دائرة جبيل-كسروان سيكون للمرشح الذي سيحرره من قيود الإحتلال ويختم” سأنجح بإذن الله وسنملأ صناديق الإقتراع بأصوات الإستقلال ونثبت للجميع أن الحرية قرار”.