IMLebanon

خرق وتحالفات “بالقطعة” في البقاع الغربي – راشيا

كتب شربل البيسري في “الجمهورية”:

مع اقتراب الساعات الحاسمة قبل إغلاق باب تسجيل اللوائح الانتخابية، بات شبه أكيد بأنّ 4 لوائح فقط ستتنافس على حصد 6 مقاعد في دائرة البقاع الثانية التي تضمّ البقاع الغربي وراشيا، في معركة 15 أيار، سيَصعُب خلالها قلب الطاولة على نتائج الانتخابات النيابية السابقة وكسر هيمنة حلفاء «حزب الله» فيها.

تتوزّع المقاعد الـ6 في الدائرة الأصغر بقاعياً إلى سنيَّين، شيعي، درزي، ماروني وروم أورثوذوكس، وهي تضمّ 52,205 ناخب (26,150 ذكور و26,055 إناث) في راشيا، و101,770 ناخباً في البقاع الغربي (50,868 ذكور و50,902 إناث) لم يقترع منهم عام 2018 إلّا 66,422 شخصاً (1805 غير مقيمين)، فوصل الحاصل الانتخابي الأول إلى 11,080 صوتاً قبل إقصاء لائحة المجتمع المدني التي حصدت 1376 صوتاً، فباتَ الحاصل النهائي 10,733.

وحسمت لائحة «سهلنا والجبل»، التي ستحلّ بدلاً من لائحة المجتمع المدني في الدورة الماضية، أسماءها، بترشيحها ياسين ياسين عن المقعد السنّي (ممثلاً مجموعة ثوار البقاع)، حاتم الخشن عن المقعد الشيعي (ممثلاً منظمة العمل الشيوعية)، ماغي عون عن المقعد الماروني، بهاء دلال عن المقعد الدرزي وسالي شامية عن مقعد الروم الأورثوذوكس.

أمّا لائحة «الغد الأفضل» فتنضوي في تحالف بين مرشح «التيار الوطني الحر» شربل مارون، مع نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي (مقعد الروم الأورثوذوكس)، نائب حركة «أمل» قبلان قبلان (المقعد الشيعي)، الوزير السابق حسن مراد عن المقعد السنّي، وطارق الداوود (المقعد الدرزي).

في المقابل، لم يتمكّن حزب «القوات اللبنانية» مِن إقناع المرشّحَين السنّيَين علي أبو ياسين (الجماعة الإسلامية) ومحمد القرعاوي على انضمام مرشّحه إلى لائحة «القرار الوطني المستقل» التي تضمّ أيضاً النائب وائل أبو فاعور (درزي)، جهاد الزرزور (ماروني)، غسان السكاف (ماروني)، وعباس عيدي (شيعي). بالتالي، عمدَ حزب «القوات» إلى الزجّ بالمحامي داني خاطر (ماروني) على لائحة «بقاعنا أولاً»، المدعومة من رجل الأعمال بهاء الحريري، مروّجين بأنّهم متحالفون مع المجتمع المدني، وتضمّ كلاً من العميد المتقاعد محمد قدورة (سنّي)، المهندس خالد العسكر (سنّي)، المحامي جورج عبود (روم أورثوذوكس) والمحامية غنوة أسعد (شيعة).

في وقت تشير التوقّعات إلى أنّ حركة «أمل» ستحافظ على مقعد نائبها قبلان وحليفها الفرزلي، سيكون رئيس حزب «الاتحاد» تحت امتحان المحافظة على مقعده بدلاً من أنّ يذهب الحاصل الثالث لصالح مرشحّ «التيار الوطني الحر» الذي فرضَ نفسه على اللائحة بواسطة مِن «حزب الله». كما أنّ مرشّح الحزب «التقدّمي الاشتراكي» وائل أبو فاعور يُتوقّع أن تحصد لائحته حاصلاً، ليصبح له، بما أنّه المنافس الأبرز على المقعد الدرزي في الدائرة.

معركة على مقعدين

بالتالي، ستُصبح المعركة الكبرى على مقعدين، إذ سيكون على ائتلاف «سهلنا والجبل» حصد حاصلٍ لتأمين فوز عون، المتصدّرة بالأصوات التفضيلية على لائحة المجتمع المدني في الدورة السابقة (847)، على المقعد الماروني، ليُصبح زميلها ياسين منافساً، خصوصاً أنّ لائحة «القوات» و«حركة سوا» التابعة إلى الحريري لا يُتوقع أن تنافس، بدليل إقصاء داني خاطر مِن لائحة «الجماعة الإسلامية» من أجل عدم خسارة اللائحة لعدد وازن مِن الأصوات الرافضة لوجود «القوات» في المنطقة، وإضعاف حظوظ المرشّحين عليها.

وإذا ما أُقصِيت لائحة «بقاعنا أولاً» التي تحاول أن تؤمِّن رقماً قريباً مِن الحاصل، سينخفض الحاصل النهائي برقم كبير، فترتفع نسبة التنافس بين ياسين والقرعاوي لحصد المقعد السنّي الثاني، بعدما اعتاد تيار «المستقبل» الحصول عليه.

علماً أنّ أعداد المغتربين المسجّلين إلى الانتخابات ارتفع في الدائرة إلى 7152 شخصاً (2423 سنّة، 1141 دروز، 1017 موارنة، 815 شيعة، 818 روم أورثوذوكس، 883 روم كاثوليك و55 للأقليات والإنجيليِّين)، بعدما اقترع 1805 شخصاً في الدورة الماضية، إلّا أنّه لا يتوقّع أن يُحدثوا فرقاً هائلاً في النتائج، إنّما فقط تأمين خرق المعارضة بحاصل أو إثنَين، بما أنّهم لا يشكّلون سوى 6 في المائة في مجموع الناخبين في دائرة لا تتعدّى فيها نسبة الاقتراع بحدّها الأقصى الـ40 في المائة.