IMLebanon

الكويت نجحت بإعادة العلاقات الخليجية – اللبنانية

كتب محمد ظافر العرادة في “الجمهورية”:

استبشرنا قبل أيام قليلة بإعلان المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى اليمن، عودة السفراء إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وهو ما كنا نؤكّد عليه طوال فترة الوساطة الكويتية، والتي قاد مسارها معالي وزير الخارجية الكويتي الشيخ د. أحمد الناصر المحمد الصباح. وكلنا يعرف بأنّ الكويت ما أن تضع يدها بشيء حتى يعود هذا الشيء لطبيعته، وكيف لا ولبنان والخليج كيان عربي واحد، ويجمع كافة هذه الدول علاقات وطيدة، لا يستطيع كائن من كان أنْ يسيء إليها. والمبشّر بالخير، أنّ السفراء عادوا مباشرةً، ومنهم سفير دولة الكويت السيد عبد العال القناعي، والذي ما أنْ عاد حتى دشن مركزاً لعلاج مرضى سرطان الأطفال في الجمهورية اللبنانية.

حيث أكّد سعادة السفير أثناء التدشين بأنّ دولة الكويت لن تنقطع عن تقديم المساعدات الإنسانية للبلد الشقيق، مشدّداً في الوقت ذاته على وقوف الكويت دائماً إلى جانب لبنان والشعب اللبناني في كل ما يحتاجه من احتياجات إنسانية واحتياجات معيشية، وسرعان ما بادر الهلال الأحمر الكويتي كذلك بالتواجد في هذا التدشين، وفي الوقت ذاته رحّبت الخارجية اللبنانية بعودة السفير الكويتي، مؤكّدةً أنّ ما يجمع لبنان بالكويت تاريخ طويل من المواقف المشرّفة، مقدرةً الجهود التي بذلتها الديبلوماسية الكويتية.

وفي السياق، أكّد سعادة سفير دولة الكويت، بأنّ ما نريده من لبنان أنْ يكون لبنانياً في عروبته وسياسته، وأنْ يكون لبنان مع الخليج والخليج مع لبنان. متمنياً أنْ تكون العلاقات المستقبلية أعمق من العلاقات السابقة، مختتماً بأنّ الكويت تثق بما سمعته من وعود، وكلنا نتطلع بثقة إلى وعود الحكومة اللبنانية الشقيقة للحفاظ على التآخي العربي بين بلداننا وتعزيز المصير المشترك، وبذل كافة السبل لمنع تهريب آفة المخدرات لدولنا، بالإضافة لتمتع لبنان وحكومته بكل السيادة اللبنانية على الأراضي اللبنانية، وأنْ يكون السلاح اللبناني بيد الدولة اللبنانية فقط.

نفتتح اليوم صفحة جديدة آملين أنْ تكون بيضاء كما عهدناها من الأشقاء في لبنان، وتعزّ علينا الظروف الاقتصادية التي يمر فيها لبنان. وبكل تأكيد حينما يشعر لبنان بالأذى سيجد، بل ووجد الأشقاء الخليجيين أول من مدّ يد العون في أحلك الظروف، ويأتي ذلك من باب العروبة. فللبنان مكانة خاصة عند القيادة الخليجية والشعوب الخليجية، وهذه المكانة باقية ومستمرة للأبد. وبكل تأكيد نأمل أنْ يعود لبنان خلال فترة وجيزة وجهة سياحية واقتصادية عربية كما عهدنا هذا البلد الشامخ بكافة أديانه وطوائفه، فجمال لبنان التعددية والسلام، ولن يكون لبنان بغيرهما، وكلنا ثقة بلبنان وقيادة لبنان وشعب لبنان. ومنا السلام إلى بيروت، أو كما تقول فيروز: “لبيروت من قلبي سلام”، فعليها السلام، ومنها السلام.