IMLebanon

استحقاقات لبنان على رصيف المحاور الاقليمية والدولية

جاء في “المركزية”:

حماوة المعركة الانتخابية لم تحجب صعوبة المرحلة التي يواجهها لبنان وما بعدها عشية الاستحقاق الرئاسي الذي اشار اليه رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط بفتحه بازار المساومة مبكرا باعتبار انه سيكون له ولحلفائه دور المقرر كونهم سيحتفظون بالثلث المعطل في المجلس النيابي ورئيس الجمهورية لا ينتخب الا بأغلبية الثلثين . من هنا تتسم الفترة الفاصلة بين الاستحقاقين النيابي والرئاسي بأهمية بالغة وربما بالخطورة كون اللبنانيين يواجهونهما منقسمين ومشرذمين، لذا يبقى الخوف قائما من تعطيل المؤسسات وشل الحكومة كممارسات ضغط لتحقيق ذلك .

الخبير في الشؤون السياسية والدبلوماسية الوزير السابق فارس بويز يؤكد لـ”المركزية” ان الانتخابات النيابية ستنتج مجلسا شبيها بالقائم، يوفر الشرعية للنظام الموجود ويكون عاجزا عن التفاهم مع الخارج واذا ما استمر الواقع الاقليمي الذي يتصدره المشهد الايراني على ما هو عليه فمن الطبيعي أن يأتي حزب الله بجبران باسيل او سليمان فرنجية رئيسا للبلاد، والخوف عندها من ان يقدم ما يعرف بالفريق السيادي على استعمال الثلث المعطل في الانتخابات الرئاسية فتدخل البلاد في الفراغ الرئاسي، علما ان لاشيء يضمن بعد، اجراء الاستحقاق النيابي، اضافة الى أن من الصعوبة بمكان توافق الفرقاء اللبنانيين على شخصية حيادية للرئاسة الاولى نظرا لارتباطاتهم الخارجية التي انسحبت على الداخل وادت الى الخلل في التوازنات التي من دونها لا يمكن ان يستمر لبنان .

وعن المسعى الفرنسي لمساعدة لبنان على تجاوز ازماته والنهوض من الهوة التي انحدر اليها يقول بويز أن هم الرئيس أيمانويل ماكرون حفظ حصة لبلاده ولشركات توتال وأيربوس وبيجو وسواها من العقود التي ستطرح على طاولة المفاوضات النووية بين اميركا وايران. من هنا نلاحظ المسايرة الفرنسية لحزب الله في لبنان والاجتماعات بين الجانبين وبالتالي لا قدرة للفرنسيين على فرض الحلول في دول المنطقة ومنها لبنان .

ويختم متخوفا من تعطيل الاستحقاقين النيابي والرئاسي ودخول البلاد نفقا مظلما لا قدرة للداخل على تلمسه والخروج منه وتاليا بقاء لبنان منتظرا على رصيف المحاور الاقليمية والدولية التي لا تؤشر المعطيات بقرب تفاهم القوى الكبرى على مشاكلها والحلول للدول المنتظرة.