IMLebanon

البرنامج الأوّلي لزيارة البابا فرنسيس إلى لبنان

جاء في “المركزية”:

في 2 كانون الأول 1964، وفيما كان متّجهاً إلى بومباي، توقف البابا بولس السادس لمدّة خمسين دقيقة في مطار بيروت الدولي، حيث انتهز الفرصة لينشر رسالة السلام. تركت هذه الزيارة التاريخية أثرها في ذاكرة لبنان، الذي كان يستضيف للمرّة الأولى حبراً أعظم على أرضه.

واستُكملت المسيرة بزيارة البابا يوحنا بولس الثاني في 10 و11 أيار 1997 الذي قال عبارته الشهيرة “لبنان أكثر من وطن إنه رسالة”، وحمل معه الإرشاد الرسولي المنبثق من السينودوس “رجاء جديد من أجل لبنان”. ثم جاءت زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر، التي إمتدّت من 14 حتى 16 أيلول 2012، والتي دعا فيها للحرية الدينية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

اليوم ينتظر اللبنانيون بشغف عمق الايمان يومي 12 و13 حزيران، الموعد المرتقب لزيارة البابا فرنسيس للبنان، وهو الذي لم يتوانَ منذ أكثر من عامين عن الصلاة والتفكير من أجل خلاص وطن الأرز ووضع كل جهوده وإمكاناته في سبيل إنقاذه من محنته.

التحضيرات للزيارة على قدم وساق بالتعاون والتنسيق بين رئيس اللجنة المكلفة اتخاذ التدابير التحضيرية والقرارات التنفيذية المتعلقة بالزيارة وزير السياحة وليد نصار، وراعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان والمسؤول عن ترتيب زيارة البابا على المستوى الكنسي، حيث تمّ وضع برنامج أولي تمهيدا لرفعه الى الكرسي الرسولي ومباشرة التحضيرات اللوجستية والعملانية لنشاطات الزيارة البابوية.

تجدر الإشارة إلى أن الفرقة البابوية السبّاقة ستزور لبنان في ٢٧ و٢٨ نيسان للاطلاع على التفاصيل العملانية والمواقع المقترحة لفاعليات الزيارة قبل اعطاء الموافقة النهائية على البرنامج.

عن برنامج الزيارة يقول المطران عون لـ”المركزية”: “أرسلنا إلى الفاتيكان البرنامج الذي اقترحناه مع السفير البابوي جوزف سبيتيري للحصول على الموافقة. ويتضمن لقاءات مهمة، أبرزها لقاء السياسيين في القصر الجمهوري مع رؤساء الجمهورية والنواب والحكومة وغيرهم من الشخصيات، والقداس العام الذي سيُدعى إليه كل الشعب اللبناني، وأيضاً لقاء مع الاكليروس اي المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات في بكركي، ولقاء مع رؤساء الطوائف الاسلامية والمسيحية، وسيكون له غداء مع أشخاص من الفقراء والمهاجرين الذين عادة ما يحب البابا أن يلتقيهم، ومن ثم لقاء مع الشبيبة. هذه اللقاءات الاساسية”.

قيل إن البابا يحمل معه رسالة شبيهة بالسينودس الذي أطلقه البابا يوحنا بولس الثاني؟ “الكلمات التي سيلقيها البابا أمام السياسيين أو في القداس أو أمام الشبيبة ستكون هي الرسالة”، مشيراً إلى أن “البابا يأتي من أجل تأكيد أهمية لبنان والوقوف إلى جانبه وكصرخة أمام العالم لمساعدة هذا الوطن ووجوب المحافظة عليه بهويته ورسالته ودوره، كما قال عنه البابا القديس إنه “أكثر من وطن إنه رسالة”. كما أنه يحمل رسالة أمل ورجاء للشعب اللبناني”.

وردا على التأويلات التي تم تحميلها للزيارة بتوقيتها ومعانيها، يقول المطران عون: “البابا يأتي من أجل لبنان وليس لدعم فريق سياسي ضد آخر، هو لا يدخل في زواريب سياساتنا الضيقة، لكنه يرى مدى الخطر المحدق بلبنان. وما تسريع موعد الزيارة الا الدليل لمدى اهتمامه بأمره. لذلك، علينا كلبنانيين أن نكون يداً واحدة وقلباً واحداً، لأن البابا لا يزوره كرجل سياسي أو من أجل دعم فريق ضد آخر بل من أجل لبنان. علينا جميعاً أن نكون بانتظاره وفي استقباله وأن نسمع ما سيقوله، كي نتعاون معاً بانهاض هذا البلد وإعادة بنائه”.

برنامج الزيارة: وفي المعلومات المتوافرة عن البرنامج الاولي للزيارة، من المتوقع ان يصل البابا الى مطار بيروت قبل ظهر الاحد ١٢ حزيران حيث يقام له استقبال رسمي يشارك فيه رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة والبطريرك الماروني.

ومن المطار ينتقل البابا الى مقر السفارة البابوية في حريصا ومنها بعد الظهر الى القصر الجمهوري حيث يعقد لقاء مع رئيس الجمهورية ثم يلتقي الرؤساء وقادة الطوائف المسيحية والاسلامية وشخصيات. وعند السادسة والنصف مساء الاحد ينتقل البابا الى مقر اقامة القداس الاحتفالي عند الواجهة البحرية لبيروت المقابلة للمرفأ، في محاذاة “سي سايد ارينا”.

اما يوم الاثنين ١٣ حزيران فسيعقد البابا سلسلة لقاءات من بينها لقاء مع اهالي ضحايا انفجار المرفأ وغداء شعبي في مقر “الفوروم دو بيروت”، وزيارات الى قلب بيروت وكاتدرائية مار جريس المارونية. على أن يغادر لبنان مساء الاثنين ١٣ او صباح الثلاثاء ١٤ حزيران.