IMLebanon

معاناة المغتربين اللبنانيين مع الانتخابات تصل إلى الولايات المتحدة

كتب عمر حبنجر في صحيفة الأنباء:

مع فشل مجلس النواب اللبناني في عقد آخر جلساته لمناقشة طرح الثقة بوزير الخارجية عبدالله بوحبيب، بطلب من كتلة نواب القوات اللبنانية، دخل هذا المجلس في عد أيامه الأخيرة، وحول كل ما في ادراجه من مشاريع واقتراحات قوانين، الى المجلس التالي المنتظر، اذا ما نجحت المبادرات العربية والدولية في منع الإطاحة بالانتخابات التشريعية المقررة في 15 مايو.

ورب سائل، امام كل هذا الحراك الانتخابي، هل يمكن ان يحدث ما يطيح بهذا الاستحقاق في آخر لحظة؟ والجواب للمصادر المتابعة وخلاصته، ان المجتمعين العربي والدولي لا يريان مخرجا للبنان من اوحال المرحلة التي بلغها من غير بوابة الانتخاب وإلا لا حكومة جديدة ولا إصلاحات مشروطة من صندوق النقد الدولي واستطرادا لا زيارة بابوية في 12 و13 يونيو المقبل.

ومع ذلك، كان مقررا عقد جلسة لهيئة الاشراف على الانتخابات مع البعثة الأوروبية، وممثل عن الجامعة العربية يوم الخميس، الا ان الاجتماع تأجل، بناء على طلب الجانب اللبناني!

وما من شك ان ثمة أطرافا عدة، تتمنى الا تحصل انتخابات في هذا الزمن الصعب بالنسبة اليها، والبعض يضع التيار الحر في رأس قائمة المتضررين من الانتخابات الآن، في وقت رسخ في الاذهان ان حزب الله هو المرتاح الوحيد للعملية الانتخابية، من حيث ضمانه عودة ممثليه الى البرلمان، مع المزيد من الحلفاء، لكن واقع الحال بالنسبة للمصادر، انه في حالة لبنان الحاضرة، بات ربح حزب الله خسارة..
خسارة للبنان، لأنه سيتحول الى ڤنزويلا ثانية، او كوبا متوسطية، حيال المقاطعة التي ستفرض عليه، وهذا ما لا تتحمله بيئة الحزب على المدى الطويل، في وقت تطمح قيادته الى الخروج على الناس، بما يعوضهم ذل المرحلة الراهنة..

ومن هنا اتجاه الحزب الى الاحتفاظ بحجمه التمثيلي مع الطرف الآخر من الثنائي، وبالتالي السعي لتعزيز المواقف الانتخابية للحلفاء في البيئات الأخرى، مفضلا البقاء خلف الصورة، مع التمسك بشعار شعب وجيش ومقاومة، الذي بدا متوافقا مع ما طرحه وزير الخارجية الإيرانية حسين عبداللهيان، في اتصال اجراه مع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، بمناسبة يوم القدس العالمي، حيث أشاد بحضور لبنان في الخط الامامي لجبهة المقاومة امام الكيان الإسرائيلي، ومتحدثا عن ثلاثية شعب مقاومة وجيش بوجه إسرائيل، ومكررا عرض ايران تزويد لبنان بالوقود والطحين، ومرحبا بعودة السفراء الخليجيين اليه.

لكن الاستهتار بانتخاب المغتربين اللبنانيين المنتشرين في اصقاع الأرض، يوحي بغياب النوايا الصادقة وبأن ما عجز عنه التيار الحر من الفشل في استحداث الدائرة الانتخابية 16، للحد من تأثير الصوت الاغترابي على نتائج الانتخابات في الداخل، عاد وتوصل اليه نسبيا، من خلال «تفخيخ» انتخاب المغتربين بخلق مصاعب لوجستية امامه.

ومن علامات وهن السلطة اللبنانية الحاضرة، اعلان المديرية العام للأمن العام، عن وقف العمل بمنصة مواعيد تسليم جوازات السفر، لأنها أي المديرية العامة التي يقودها اللواء عباس إبراهيم، رجل المهمات السياسية الصعبة، لم تعد قادرة على إصدار جوازات سفر جديدة، قبل تأمين التمويل اللازم لطباعتها.

لكن ما كتب قد كتب، بالنسبة الى توزيع مراكز اقتراع المغتربين في محتلف دول العالم. هذا القول لوزير الخارجية عبدالله بوحبيب، السفير السابق في واشنطن، ردا على اعتراضات المعترضين على طريقة التوزيع المتباعد لمراكز الاقتراع في المغتربات اللبنانية، وما على المتضرر سوى اللجوء الى مجلس شورى الدولة او هيئة الاشراف على الانتخابات!

وانضم امس لبنانيو الولايات المتحدة الى اترابهم في استراليا، حيث كشف مطران ابرشية سيدة لبنان في لوس انجيليس الياس زيدان، ان عدد اللبنانيين المقيمين في الولايات المتحدة وردت أسماؤهم بالقوائم الانتخابية عشوائيا، حيث حددت لهم مراكز اقتراع، اما في ولايات أخرى او في مناطق بعيدة جدا عن مكان اقامتهم. واعتبر زيدان ان هذه الأخطاء، اما انها ناجمة عن اهمال لسبب عدم كفاءة الموظفين، واما قصدا من اجل دفع المغتربين الجانحين الى دعم معارضي المنظومة الحاكمة، لصرف النظر عن الاقتراع ومشقاته.

وثمة معلومات ان بعض القنصليات اللبنانية تعرقل تجديد جوازات سفر اللبنانيين الراغبين بالاقتراع!

أما في استراليا، فقد وزعت العائلات على مراكز الاقتراع بطريقة تجبر افراد العائلة الواحدة الاقتراع في مدينتين مختلفتين او اكثر!
هذه الأوضاع الانتخابية الشاذة كانت وراء طلب كتلة القوات اللبنانية طرحها الثقة بالوزير بوحبيب، لكن عدم اكتمال نصاب جلسة مجلس النواب، فجر حربا كلامية بين رئيس التيار الحر جبران باسيل، وبين نائب رئيس القوات اللبنانية النائب جورج عدوان، باسيل وصف القوات بالغباء، فرد عليه عدوان واصفا إياه بوزير الخارجية بالاصالة، وبأن مستشارته باسكال دحروج هي التي تجري الانتخابات وليس الوزير بوحبيب، مذكرا إياه برسالة مطران لوس انجيليس في موضوع اقتراع المغتربين، ورد بوحبيب رافضا وصفه من قبل عدوان بوزير الظل، ومعتقدا ان الانتخابات لن تتأثر بمسرحية القوات.

النائب السابق عن القوات اللبنانية أنطوان زهرا، توجه الى المغتربين اللبنانيين في أستراليا، عبر تويتر طالبا منهم الرد على من وصفهم بالاغبياء، أي على باسيل، بقوله: «8 مايو هو موعد الرد وتأديبه بيدكم، فأدبوه..».

لكن رئيس التيار الحر وسع دائرة الهجوم متناولا رئيس مجلس النواب نبيه بري، آخذا عليه استعجال طرح طلب الثقة بالوزير بوحبيب على المجلس، ومعتبرا ان بري لطالما شكل رأس حربة لطعن عهد عون منذ بدايته، وانه الحاضن لجميع المعارضين لعون، من سعد الحريري الى وليد جنبلاط وسليمان فرنجية، راميا عليه تهمة افشال العهد، وناسبا اليه احتضان سليمان فرنجية الآن، داعما ترشحه لرئاسة الجمهورية، ولذا فان نواب التيار لن ينتخبوا بري رئيسا لمجلس النواب العتيد، كاشفا عن ان حكومة ما بعد الانتخابات لن تكون برئاسة ميقاتي، مركزا الضوء على فؤاد مخزومي، داعيا السنة والشيعة خلال إفطار رمضاني في البترون الى عدم الاصغاء للقائلين بأنه صاحب مشروع طائفي، بل وطني.