IMLebanon

تجاوزاتٌ وعنفٌ وتهديد… ولا توقيفات!

جاء في “المركزية”:

باتت الخروقات الامنية انتخابيا لا تعد ولا تحصى في مناطق سيطرة قوى الامر الواقع. الخطير يكمن في انها تحصل في العلن، من دون خجل او ووجل وتتخذ اشكالا فاقعة ونافرة ومخيفة، لكن الاخطر هو ان الدولة اللبنانية لم تتحرك كما يجب للجمها وتوقيف الضالعين فيها، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

هذه التجاوزات بدأت في منطقة الصرفند في الجنوب حيث اعتدى مناصرو حركة أمل – وإن ليس بإيعاز مباشر منها كما قالت في بيان – ضد مرشحي اللائحة المنافسة للائحة الثنائي الشيعي في صور – الزهراني، فمنعوا مهرجان اطلاق اللائحة واعتدوا بالضرب على افراد اللائحة ومناصريها، امام عدسات الكاميرات.

وبينما لم تعلن “الداخلية” بعد توقيف المعتدين، تعرّض اعضاء لائحة “بناء الدولة” التي تجمع الشيخ عباس الجوهري وافرادا شيعة وعضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي، للترهيب والتخوين، فانسحب منها اثنان معلنان الولاء لحزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله، قبل ان يتم تطويق ومحاصرة مهرجان انتخابي كان يقيمه جوهري في بلدة الخضر في البقاع، على يد مسلحين اطلقوا الاعيرة النارية والصاروخية في الاجواء لترهيب الحاضرين، وقد استكملت قوى الامر الواقع في المنطقة والتي تتمتع بفائض قوة، عنينا حزب الله، مسارها هذا، فتم الاعتداء بالضرب مساء امس على المرشح حسين رعد في حسينية آل رعد في بعلبك.

هنا ايضا، لا تحرّك للاجهزة الرسمية. وقد سأل حبشي في مؤتمر صحافي اليوم الدولةَ والحكومة: كيف يعني أنّكم لا تتمكّنون من اتخاذ موقف تجاه ما يحصل في ما يخصّ أمن المواطنين؟ مضيفا “هناك من يخشى حريّة الرأي ونحمّل الفريق الذي يمارس هذا الضغط وحزب الله تحديداً أيّ تخطٍّ أو عنف في بعلبك – الهرمل مسؤوليته بالكامل إلى جانب الدولة”.

على اي حال، لم تقف محاولات الترهيب عند هذا الحد، بل انتقلت الى جبيل ايضا. فقد حلّقت مسيّرات فوق دارة المرشح فارس سعيد صاحب شعار “مواجهة الاحتلال الايراني”، قبل ان يتم ارسال سيارة بلوحة مزوّرة الى منزله في قرطبا على متنها شخصان من آل حمية. سعيد وضع ما حصل في عهدة القوى الامنية الا ان اي توقيفات في هذه الحوادث لم تُسجّل بعد. واذ تسأل “مَن يملك القدرة على تسيير مسيّرات في الاجواء اللبنانية من دون طلب اذن الاجهزة الرسمية المختصة، باستثناء حزب الله؟” تلفت المصادر الى ان صمت الدولة اللبنانية بأجهزتها الامنية والقضائية كافة كما هيئة الاشراف على الانتخابات ازاء هذه التجاوزات مثير للقلق والريبة ويرسم منذ الآن علامات استفهام حول نزاهة الاستحقاق في ظل حكم قوى الامر الواقع خاصة اذا ما تم التعاطي مع مندوبي اللوائح المعارضة لها بالاسلوب ذاته، وتأسف لأن قوى سياسية في السلطة تدين الاعتداءات التي تتعرّض لها هي وإن لم تطلها بالشخصي، فيما تغضّ النظر عن تصرفات مسلّحة خطيرة يقوم بها حلفاؤها.