IMLebanon

مفاجأة “شيعية” بانتخابات المغتربين الأحد؟

جاء في “المركزية”:

مع انتهاء المرحلة الاولى من الانتخابات في بلاد الإنتشار والتي شملت 10 دول اسلامية،  ومع وصول صناديقها الى لبنان، تتوجه الأنظار الى المرحلة الثانية المقررة غدا في الامارات العربية المتحدة و47 دولة مسيحية تعتمد يوم الاحد عطلة رسمية  لاكتمال المشهد الانتخابي قبل الوصول الى المشهد الكبير المنتظر يوم الأحد المقبل في الخامس عشر من الجاري  من اجل اتمام الاستحقاق الدستوري وهو الاهم من بين مجموعة الدورات الانتخابية السابقة.

وعلى خلفية العبور بالاستحقاق الانتخابي الأول تعددت القراءات لاستشراف المراحل اللاحقة بعدما قدمت مجموعة الصناديق التي أقفلت صورة عن مشهدية لا تحمل اي مفاجأة. فكل ما دلت اليه المؤشرات والأرقام كان متوقعا في عيون المراقبين المحايدين، حتى ان العديد من ملاحظات الذين وجهوا سيلا من الانتقادات لوزارة الخارجية والتي طاولت بعض السفراء والقناصل تراجعت الى الحدود الدنيا ليس لسبب سوى ان البروبغندا الانتخابية التي سبقت فتح هذه الصناديق كانت تستدعي الافادة من هذه المناسبة للتصويب في اكثر من اتجاه، وقد حاولت مختلف الاطراف استغلال كل شاردة وواردة لتعزيز حظوظها من الجولة الاولى للعملية الانتخابية.

وتوقف مراقبون  تحدثوا الى “المركزية” في اولى قراءاتهم لما جرى،  امام الاحصائيات التي قدمها وزير الخارجية عبد الله بو حبيب في نهاية يوم أمس وعكست ما كان متوقعا،  بعيون مجردة، وهو ما يمكن الاشارة اليه في الشكل والمضمون بالملاحظات الآتية:

-ان اشارة بو حبيب الى ان  أكبر نسبة اقتراع كانت في سوريا مع 84 في المئة لا طعم لها طالما ان عدد المسجلين قد تجاوز الالف بقليل كما بالنسبة الى ما شهدته العاصمة الايرانية طهران بنسبة  74 في المئة ايضا لان الناخبين المسجلين لم يتجاوز بضعة مئات وهو ما لا يتناسب مع قلم واحد من اصغر قرية لبنانية يقال ان ناخبيها من أصدقاء دمشق وطهران .

-وما شهدته باقي الدول الخليجية يمكن التوقف عنده، فاشارة بو حبيب  الى نسبة الاقتراع في  قطر والكويت والبحرين وعمان وبلوغها نسبة 66 في المئة والأردن 60 في المئة والسعودية 49 في المئة وبغداد 48 في المئة والقاهرة 42 في المئة والاسكندرية 58 في المئة كانت منطقية وواقعية. وبالرغم من ذلك فهي  تحتمل الكثير من القراءات. فهذه الدول كانت تحتسب من اصدقاء المحور المناهض لسوريا وايران وقد اثبتت النتائج التي توصلت إليها العملية الانتخابية الكثير من الحقائق المتصلة بمزاج الناخبين. فباستثناء الاصوات المسيحية الغالبة بنسبة  تزيد على 43  % من مجموع الناخبين، فقد ظهر انها تجاوبت جميعها تقريبا مع التزاماتها بنسبة تراوحت بين 70 و75 % مما تعهدت به عند تسجيل اسمائهم . امر لا ينطبق مع المزاج السني الذي لم تكن مشاركته بالنسبة التي توقعها الداعون الى الانخراط في العملية الانتخابية وهو ما يحتمل بعض الجدل لتبريره وفهمه. فمعظم هؤلاء ممن فقدوا وظائفهم في مؤسسات الحريري واصدقائه،  منقسمون اصلا بين من يحملونه مسؤولية ما تعرض له وقد قرروا المشاركة في الانتخابات في مقابل من هو مؤمن بأنه كان ضحية الاجراءآت السعودية العقابية التي تعرض لها  فانعكست هذه الاجواء مناصفة تقريبا عند المشاركة في العملية الانتخابية. وهو ما عبر عنه تدفق البعض لإنهاء عطلة عيد الفطر من بيروت وعواصم أخرى باتجاه الرياض وقطر وسلطنة عمان وغيرها للمشاركة في العملية الانتخابية وبقي البعض الآخر حيث هو ممتنعا عن المشاركة.

وما بين هاتين النظريتين يقود البحث عن الصوت الشيعي في هذه الدول الى التعمق في نسبة المشاركة التي لم تتجاوز ما بين 10 و12 % من نسبة المسجلين اصلا قبل قياس حجم المشاركة الضئيلة. ذلك أنهم لم يتسجلوا للانتخاب فيها نتيجة المخاوف من اي قيود يمكن ان يتعرضوا لها في دول تعتبر “حزب الله” منظمة إرهابية وقد تتعرض مصالحهم للخطر. ولذلك فهم لم يتسجلوا بالنسبة الكاملة في الخارج ويستعدون للانتخاب في لبنان وهو ما دلت عليه الأرقام المتواضعة التي تحدثت عنها صناديق الخليج العربي بمعايير تختلف عما انتهت اليه صناديق دمشق وطهران بحيث ان لها معادلة مماثلة .

وبعيدا من هذه الملاحظات التي تقارب الشكل فإن المضمون جاء مختلفا. والذين سعوا الى رصد المخالفات التي اشاعتها ماكينات التيار الوطني الحر وحزب الله واحزاب الممانعة قبل الانتخاب سقطت جميعها ولم يتمكن احد منهم من تسجيل اي مخالفة تستحق الذكر  او ضغوط يمكن ان يتعرض لها مناصروهم في هذه الدول. فكل التقارير التي كانت تبحث عن مثل هذه الملاحظات للافادة منها في مواقفها السياسية والاستثمار فيها انتخابيا نهار غد والاحد المقبل لم تنته الى ما كان يشتهيه البعض منهم. وقد ظهر جليا ان حكومات هذه الدول واجهزتها الأمنية كانت جاهزة لتقديم العون للسفارات اللبنانية والقنصليات فيها لتسهيل العملية.

وبعيدا من كل هذه القراءات والملاحظات يجدر بالمراقبين ان ينتظروا نهارا حافلا غدا. فالمدعوون الى الإنتخاب في 47 دولة اوروبية واميركية وافريقية  ومختلف أقطار العالم سيقدمون معايير جديدة لم تختبرها الساحة الانتخابية بعد. فرغم العراقيل الادارية والتقنية التي تحدثت عنها التقارير الواردة من الولايات المتحدة الاميركية واستراليا حول تشتت الناخبين على مستوى توزيع عائلاتهم على صناديق الاقتراع في  اكثر من ولاية اميركية ومدينة اوروبية لن يؤخر ولن يقدم في عزمهم على المشاركة في الانتخابات وسط توقعات تحدث عن نسب عالية من المشاركة تفوق كل التوقعات. وهو أمر يقاس بنسبة المشاركة الشيعية في العديد من الدول ولاسيما في ألمانيا والسويد ودول البلقان كما بعض الدول الإفريقية وبعض الولايات الأمريكية الشمالية حيث نشطت ماكيناتهم الانتخابية ونسبة من قرر الانتخاب في لبنان أقل بقليل من نسبة القاطنين في دول الخليج العربي والدول الاسلامية وهو ما سيقود الى قراءة جديدة ابتداء من إقفال صناديق الاقتراع فيها .