IMLebanon

هل تهدد العقوبات على روسيا هبة محروقات للبنان؟

جاء في “المركزية”:

بعدما بات مصير مشروع استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية والنفط العراقي في المجهول من دون معرفة أسباب التأخير والإعلان عنه رسمياً، في حين كانت الحكومة تعوّل عليه لمساعدة لبنان على تعزيز إنتاجه من الكهرباء وتخفيف أزمة الطاقة فيه، حيث كانت قطعت وعوداً للبنانيين بتوفير تغذية يومية تتراوح ما بين عشر وثماني ساعات ابتداء من شباط الماضي أعيد تسليط الضوء على منح روسيا هبة محروقات للبنان علّها تنعش البلاد قليلاً، إلا أن حتّى تاريخه لم يعلن عن الحصول عليها، وفي السياق يتم التداول بمعلومات عن أن لبنان لم يحسم موقفه بالنسبة إلى قبول الهبة من عدمها بسبب العقوبات الأميركية التي فرضت على روسيا، خوفًا من أن يتعرض هو أيضاً لها. وكشفت عن أن بيروت تكثّف اتصالاتها على أكثر من خطّ لضمان عدم تعرضها للعقوبات في حال قبلت المحروقات الروسية.

وفي الإطار، يؤكّد السفير اللبناني لدى موسكو شوقي بو نصّار أن “السفارة اللبنانية في روسيا لم تتبلغ أي خبر رسمي عن الهبة، أما في حال وجود أي مبادرة لدى السفير الروسي في بيروت فلا علم لنا بذلك”، موضحاً أن “روسيا دولة صديقة وتتعاطى مع الدولة اللبنانية مباشرةً، بالتالي لا تعطي هبات لفئات أو أحزاب، وهي على استعداد دائم لتقديم المساعدة للبنان ضمن خطّة متفق عليها طبعاً، وهذا الكلام أبلغته موسكو لوزير الخارجية عبدالله بو حبيب خلال زيارته الأخيرة مؤكدةً استعدادها للوقوف إلى جانب لبنان. لكن، الأخير لم يحدد طلبا معيّنا للمساعدة باستثناء تشغيل محطة تكرير النفط في طرابلس وتم توقيع عقد مع شركة “روسنفت” الروسية وكان من المفترض إعادة تأهيل المحطّة وكان جزء من العقد ينصّ على ضرورة أن تحسن الدولة اللبنانية بعض البنى التحتية قبل انطلاق عمل الشركة، إلا أن لبنان لم يتمكن من القيام بالتزاماته بسبب أوضاعه المالية وحينها طرح إمكانية أن تتكلّف روسيا بكل المشروع وتدفع حتّى الحصة الللبنانية فوعده نظيره الروسي سيرغي لافروف بدراسة الاقتراح فقط، أما عدا ذلك فيبقى معلومات غير مؤكدة”.

أما بالنسبة إلى زيارات لشخصيات لبنانية إلى موسكو أو العكس، فيشير السفير إلى أن “حتّى اللحظة ما من برنامج لأي زيارات، خصوصاً في ظلّ الانشغال الروسي بالعملية العسكرية في أوكرانيا. وكان لافروف ينوي القيام بجولة على بعض دول المنطقة خلال شباط الماضي، لكنها تأجّلت وممكن ان يزور الجزائر قريباً فقط”.

وفي ما خصّ أجواء لقاءات رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية مع المسؤولين الروس، يكشف “أنها كانت إيجابية إلا أن فرنجية لم يذكر الموضوع الرئاسي وبشكل عام تربط روسيا علاقات جيّدة بفرنجية أكثر من غيره”، مؤكّداً أن “روسيا لا تتخذ موقفاً علنياً بدعم أي شخصية محدّدة للمعركة الرئاسية إذ تعتبر نفسها على مسافة واحدة من كافة الأطراف السياسيين، وبالتالي ترى أن الموضوع الرئاسي اللبناني شأن داخلي لا تتدخّل فيه”.

ويختم بو نصّار “روسيا تنتظر تطوّرات العملية العسكرية في أوكرانيا وقبل انتهائها ستضع كلّ مناطق العالم الثاني on hold لحين توضّح الصورة وبعدها تقوم بخطوات نحو الدول الأخرى لا سيما سوريا حيث موضوع أزمة التحرّك على الأرض محدود وإن كان احتمال معاودة عقد اجتماعات لمنصة آستانا وارد على مستوى خبراء من روسيا وإيران وتركيا، إلا أنها تبقى خطوة رمزية لأن كلّ اهتمامات القيادات الروسية منصبة على أوكرانيا حصراً، خصوصاً أنه لا يمكن لأحد التكهن بالمسار الممكن أن تسلكه المواجهات. موسكو دولة صديقة مهمة للبنان ومستعدّة لمساعدته إلا أن أولى أولوياتها اليوم أوكرانيا بعدها سوريا ودول المنطقة ومن ضمنها لبنان”.