IMLebanon

الرقص على قبر الوطن (بقلم رولا حداد)

من تابع بالأمس كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أدرك أن أركان هذا المحور لا يعيشون سوى على منطق نبش القبور والأحقاد والحروب والاستثمار في الدماء.

لم يعد مقبولاً في زمن الانهيار المتمادي والفشل الذريع لمنظومة الحكم القائمة على تحالف “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” ان يمعن طرفا هذا التحالف في تخريب كل فرص الإنقاذ من خلال إصرار نصرالله على اختطاف لبنان إلى محور الممانعة وعزله عن أصدقائه الخليجيين والدوليين وتوريطه في كل أزمات المنطقة وعرقلة ملف استخراج النفط والغاز خدمة للمصالح الإيرانية ولإبقاء لبنان ورقة بيد طهران في مفاوضاتها العالقة، ومن خلال إصرار باسيل على العيش بين قبور الماضي بعد فشل العهد الذي كان هو فيه شخصياً رئيس الظل وتمكن خلاله من الإمساك بكل مفاصل الدولة فزاد جشعه وفشل في أن ينجز ولو إصلاحاً واحداً، ويعبث اليوم بإلقاء اللوم في فشل العهد على “الآخرين”.

وفي هذا الإطار لم يكن كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الصادر صباح الثلثاء بعيداً عن هذا التوجه سواء من خلال اعترافه بالتدخل في الانتخابات لمصلحة “التيار الوطني الحر”، وسواء من خلال محاولة غسل يديه من جهنم التي أوصل البلد إليها.

وهنا لا بد من طرح أسئلة دقيقة رداً على أسئلة رئيس الجمهورية. أنت تسأل هل أنت من سرق أموال المودعين؟ والسؤال الفعلي هو: أليست الدولة التي أنت رأسها يا فخامة الرئيس من سرق أموال المودعين؟ أليست الـ50 مليار دولار التي هُدرت على قطاع الكهرباء وحوالى 40 مليار منها في عهود وزراء الطاقة من “التيار” كلها من أموال المودعين؟

وبالنسبة إلى سؤالك هل أنت من وضعت الهندسات المالية؟ السؤال: ألست أنت من اقترح التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة على مجلس الوزراء ومن خارج جدول الأعمال بعد أن أنجز كل الهندسات المالية، وخصوصاً بعدما تم استيفاء الهندسات لأحد المصارف المحسوبة على العهد؟

وتسأل يا فخامة الرئيس: هل أنت من انجرف خلف سياسات الاستدانة؟ والسؤال أليس صهرك جبران باسيل من أصر على الاستدانة لإنجاز خطة الكهرباء ورفض الاستعانة بالصندوق الكويتي وأصر على الاستدانة من المصارف ورغم ذلك بقينا من دون كهربا؟ أليس فريقك من يصر على طلب سلفات الخزينة لمؤسسة كهرباء لبنان العاجزة، وسلفات الخزينة هي استدانة يا فخامة الرئيس ومن أموال اللبنانيين؟

أما بالنسبة إلى سلسلة الرتب والرواتب التي حاولت غسل يديك منها هل تذكر يا فخامة الجنرال من هو رئيس لجنة المال والموازنة الذي ابتهج بإقرار السلسلة المشؤومة واعتبرها “انتصاراً إلهياً”؟

لعل الإيجابية الوحيدة في كلام رئيس الجمهورية تأكيده أنه سيغادر قصر بعبدا في 31 تشرين الأول المقبل، علّ وعسى من بعدها تُفتح أبواب للحلول.

في اختصار، بين كلام عون وكلام نصرالله وكلام باسيل يتّضح أن ثمة من يسعى إلى الإمعان في تعميق معاناة اللبنانيين ومأساتهم. أما الخطورة الكبرى فتتجسد بدعوة باسيل العلنية لمناصريه إلى افتعال الإشكالات يوم الانتخاب الأحد المقبل في 15 أيار تحت عنوان جعل المتنمرين على مناصري التيار “يأكلون نصيبهم” في حين أن هذا الكلام يشكل تهديداً للعملية الانتخابية ومسارها الديمقراطي، لأن التنمّر السياسي حق ديمقراطي مشروع في حين أن الاعتداء على أي كان هو جرم موصوف… فهل يتّعظ المعنيون عوض الرقص على قبر الوطن؟