IMLebanon

فشرت يا سيّد! (بقلم طوني أبي نجم)

من يستمع إلى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله يظن للوهلة الأولى أن مشكلتنا معه ومع ميليشياه الإيرانية تتعلق بملف السلطة في لبنان وكيفية المشاركة فيها، ورغبة البعض من أمثال جبران باسيل في الحصول على عدد من المقاعد الوزراية والنيابية أو حتى رئاسة الجمهورية، أو الحصول على هذه الوزارة أو تلك، فيحاول نصرالله في خطابه الأخير أن يطمئن اللاهثين خلف فتات المناصب والحقائب الوزارية بأن “حزب الله” يرفض الاستئثار بالحكم وهو يصرّ على الشراكة مع بقية مكونات الوطن!

لكن نصرالله نفسه يكشّر عن أنيابه حين يقارب ملف السلاح ويهاجم رافضيه ويقول لنا “فشرتم أن تنزعوا سلاحنا!”. وهنا لبّ المشكلة مع نصرالله!

إسمعنا جيداً يا سيّد، فنحن لا نريد أي شراكة معك على الإطلاق، لا في الحكومات ولا في أي صفقات أو حوارات أو أوراق تفاهم أو ما شابه…

نحن نعتبر أن كل الشبهات تدور حول “حزب الله” في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد حكم المحكمة الدولية بحق 3 من المسؤولين الأمنيين في الحزب، كما نعلم الحقيقة في كل جريمة لا تُجرى التحقيقات اللازمة فيها، لأنه حين تعجز القوى الأمنية الشرعية عن القيام بواجباتها في كشف الحقائق يكون ثمة من هو أقوى منها يمنعها.

لا نريد يا سيد أي شراكة معك، لأنك أحد أبرز رموز الفساد لتمويل الأهداف الإيرانية، بدءًا من منع الدولة من ضبط الحدود لتستبيحها بالتهريب وقد أعلن مقرّبون منك أن هذا التهريب أحد أساليب تمويل ميليشياتك، ولا ننسى تصدير الكابتاغون، مرورا باستباحة المرافئ الشرعية كالمرفأ والمطار، وليس انتهاء بتغطية جميع حلفائك الفاسدين لضمان استمراريتهم في تغطية سلاحك.

ونحن نعتبر أن سلاح “حزب الله” هو سلاح إيراني بامتياز لناحية الأمرة والأجندة، ولا علاقة للبنان به على الإطلاق، وخصوصاً أن كل خديعة شعارات “المقاومة” سقطت إلى غير رجعة بالنسبة إلى الأكثرية الساحقة من اللبنانيين.

لذلك نقول لك أنت يا سيد فشرت.

فشرت أن يبقى سلاحك ليخضع اللبنانيين.

فشرت أن يبقى سلاحك وسيلة للترهيب وتغيير المعادلات السياسية الداخلية.

فشرت أن يبقى سلاحك طاغياً حتى داخل البيئة الشيعية لمنع قيام أي معارضة.

فشرت أن يبقى سلاحك لتصادر عبره السيادة اللبنانية على السياسات الخارجية لإلحاق لبنان بمحور الممانعة المقيت.

فشرت أن يبقى سلاحك عامل استقواء على اللبنانيين الآخرين، سواء للقيام بغزوات على المناطق الآمنة كبيروت والجبل وشويا وخلدة وعين الرمانة وغيرها، وسواء لمصادرة الأراضي كما يحصل في لاسا وغيرها.

فشرت أن يبقى سلاحك كوسيلة لتغيير هوية لبنان وثقافته وطبيعة عيش أبنائه، وحضارته القائمة على الفن والموسيقى والسهر والسياحة.

وفشرت أن يبقى سلاحك لتجرّنا إلى حرب أهلية لمواجهته، فنحن قادرون على مواجهته بالكلمة والموقف ونؤمن بأن ما من احتلال قادر على أن يستمر وبأن لبنان سيبقى كما يعرفه أبناؤه.

في الختام ملاحظة صغيرة: أنت سيّد على من يتبعونك ونحن لسنا منهم. نحن أحرار هذا البلد ولا سيّد علينا… فاقتضى التنويه!