IMLebanon

هل تساعد روسيا لبنان بعد رفضه العروض الإيرانية؟

جاء في “المركزية”:

بعد تركيز موسكو الكامل على حربها مع أوكرانيا ووضعها القضايا الأخرى، من ضمنها ملفات الشرق الأوسط، على قائمة الانتظار يبدو أنها باتت تعود تدريجاً إلى تفعيل حركتها على خطوط غير خط المواجهات العسكرية. فالسفير الروسي لدى لبنان الكسندر روداكوف يعقد اجتماعات بعيدة من الاضواء مع عدد من القوى السياسية والشخصيات الحزبية اللبنانية ويتشاور معها في الاوضاع الداخلية والتطورات في المنطقة لاسيما الحرب في اوكرانيا وافاقها ونتائجها. وأدرجت مصادر معنية الحركة الروسية هذه في اطار توطيد العلاقات والهدف تأكيد دورها على الساحة اللبنانية في ظل الاستحقاقات الدستورية المتتالية اذ يشدد روداكوف امام زواره ان انشغال بلاده بالحرب في اوكرانيا لا يحول دون اهتمامها بلبنان.

ويرى البعض أن الاهتمام الروسي قد يمتد إلى تقديم المساعدات للبنان رغم موقفه من الحرب الأوكرانية وتبنيه الموقف الاميركي في الجمعية العمومية للأمم المتّحدة ولجنة حقوق الانسان، أما لبنان فسيتلقف المساعدة الروسية بإيجابية على عكس موقفه الرافض للعرض الايراني الذي قدمه وزير خارجية طهران امير حسين عبد اللهيان اثناء زيارته بيروت أخيرا بهدف مساعدته في قطاعي الكهرباء والمحروقات، وبرر لبنان عدم قبوله اي عرض إيراني بالعقوبات الأميركية عليها.

مصادر دبلوماسية مطّلعة على الموقف الروسي تؤكد لـ “المركزية” تجاوز روسيا للبيان الرسمي المعبّر عن موقف لبنان من الحرب على أوكرانيا، نظرا للعلاقات التاريخية بين البلدين ولأنه تبين للروس أن أغلب القوى السياسية وأغلب الشعب اللبناني لا يؤيد هذا الاتّجاه، لذلك بات البيان خلفهم.

وتتابع موسكو الأوضاع في لبنان عبر التواصل مع الفرقاء السياسيين، إلا أن الملف اللبناني ثانوي بالنسبة إليها في الوقت الراهن، وتركيزها الأساسي منصب على الموقف العربي والخليجي من الغاز والنفط والعقوبات وعلى دول لديها تبادل تجاري معها على مستوى كبير مثل مصر، ومن هنا جاءت زيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى الخليج ومصر وطهران وتركيا… دائماً حسب المصادر التي توضح أن هذه الدول الأساسية تلعب دوراً وازناً في الوضع الاقتصادي العالمي، خصوصاً في ظلّ العقوبات المفروضة على روسيا، بينما لبنان غير قادر على القيام بأي دور في المجال، فلو كان النظام المصرفي فيه سليما لكان عشرات آلاف الروس فتحوا حسابات مصرفية في بيروت على غرار ما يحصل في دبي واسطنبول.

وتكشف المصادر نفسها عن مساعٍ تمت لمحاولة الاستفادة من قطع الغيار الموجودة في لبنان التي يحتاجها الروس إلا أنه تبين أن لبنان غير مستعد للتعامل مع اي مصرف روسي حتى ولو لم يكن خاضعاً للعقوبات ولبنان أوصد الأبواب كليا أمام التعامل مع روسيا على عكس ما تفعله بلدان الخليج والدول العربية.

وتشير  إلى أنه طُلب من روسيا تقديم مساعدات للبنان لكنها لا تزال قيد الدرس. ستبقى إمكانيات موسكو للمساعدة محدودة وربما تكون بالغاز والنفط والحبوب إلا أن الاحتمالات ضعيفة، مؤكدةً حضور روسيا في الساحة اللبنانية ومعتبرةً أن سيكون لها دور أكبر يزداد مع مرور الوقت.

أما في ما خص جدولة زيارات لمسؤولين لبنانيين إلى روسيا أو العكس، فتفيد المصادر بأن ما من زيارات مطروحة في الوقت الحالي.