IMLebanon

هل يلجأ لبنان إلى الحياد ليحفظ رأسَه؟

يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ايران الاسبوع المقبل. هذا ما كشفه امس رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى الإيراني محمد رضا بور إبراهيمي الذي أكد في تصريحٍ لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، أن “روسيا جادة في توسيع علاقاتها الاقتصادية مع إيران وأن التخطيط لهذا الهدف سيكون على رأس جدول أعمال بوتين في لقائه بقيادات إيران”. ولفت بور إبراهيمي، إلى أن “الحظر الأميركي والأوروبي على روسيا تسبب بتشديد الاهتمام الروسي للتعامل الاقتصادي والتجاري مع إيران”، موضحا أنه “بعد زيارة رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي الأخيرة لروسيا، تم خلق أجواء إيجابية في موسكو في شأن التعاون الاقتصادي مع إيران. وتم التوقيع على اتفاقيات جيدة للغاية خلال تلك الزيارة”.

ولن تكون زيارة “القيصر” الى “الجمهورية الاسلامية” مخصصة فقط للبحث في العلاقات الروسية – الايرانية، بل ستتخللها ايضا قمة ثلاثية تجمع رؤساء إيران رئيسي وتركيا رجب طيب اردوغان وروسيا بوتين، في طهران، في 19 الجاري وفق الكرملين.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، هذه الزيارة لافتة من حيث توقيتها اذ تأتي غداة جولة الرئيس الاميركي جو بايدن في المنطقة حيث يزور الاخير ابتداء من اليوم، الاراضي المحتلة فالسعودية، حيث يشارك في قمة لدول مجلس التعاون الخليجي في حضور قادة عدد من الدول العربية الكبرى.

واذا كانت الغاية الاولى من جولة بايدن هذه، تنسيق الجهود للتضييق على ايران والتصدي لتهديداتها العسكرية والنووية، فإن قرار بوتين زيارة طهران في هذه اللحظة الاقليمية، يبدو كردّ على الحصار المرتقب ان يشتد على الجمهورية الاسلامية، وكمحاولة لخلق توازن بين التحالف الذي ستشتد أواصره اكثر في قابل الايام بقيادة الولايات المتحدة في وجه ايران، بتحالف آخَر يكون بقيادة موسكو ويجمعها الى طهران بينما أنقرة تقف في الوسط.

وتدل خطوة بوتين، على ان الرجل عازم على عدم ترك خصومه الدوليين يستفيدون من انشغاله في الوحول الاوكرانية، لاستباحة المنطقة وتثبيت سيطرتهم وموقفهم اكثر عليها. وقد اراد القول لهم من خلال زيارته ايران شخصيا، ان “لا تحاولوا ان تلعبوا معي، فأنا لا زلت قويا وقادرا على التحرك على اكثر من جبهة في الوقت ذاته”. كما ان في قرار القيصر رسالة الى تل ابيب بأن قبولَك ارسال الغاز الى اوروبا لمساعدتها على الاستعاضة عن الغاز الروسي، لم ينزل بردا وسلاما على موسكو، بل ان الاخيرة قادرة على اطلاق يد ايران في سوريا كردّ على هذا الموقف التصعيدي في المنظار الروسي.

كل هذه المعطيات تؤكد، وفق المصادر، ان ايران اذا لم تعد  الى طاولة المفاوضات بعد جولة بايدن، وقررت الاستفادة من طوق النجاة الروسي الممدود اليها، فإننا ذاهبون نحو مرحلة سخونة في المنطقة. فأين سيقف لبنان مثلا من المعادلة القديمة – الجديدة التي سترتسم في الاقليم، الاولى بقيادة واشنطن والثانية بقيادة موسكو؟ وأليس مفيدا اكثر له ان يلجأ الى الحياد الذي تنادي به بكركي منذ سنوات ليحفظ رأسَه، ام سيبقى في الخندق المحسوب على ايران، شأنه شأن سوريا التي تبدو ابتعدت من جديد عن التطبيع مع العرب؟