IMLebanon

هل يصل قائد الجيش إلى بعبدا؟

جاء في “المركزية”:

على بُعد أسابيع من الانتخابات الرئاسية التي يفترض ان تحمل رئيسا جديدا الى قصر بعبدا اذا تم احترام المواعيد الدستورية في بلد تُعتبر فيه هذه المواعيد “وجهة نظر”، فُتحت معركة الاسماء والمرشحين والمواصفات المطلوبة في الرئيس المنتظر، على مصراعيها. في هذا الاطار، برزت مواقف للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاحد الماضي تطرق فيها الى الصفات التي على اساسها، يجب اختيار مَن سيجلس على الكرسي الاول في الدولة، حيث قال: يجب ان يكون “رئيساً متمرّساً سياسياً وصاحب خبرة ومحترماً وشجاعاً ومتجرّداً ورجل دولة حيادياً في نزاهته، ملتزماً في وطنيته، وفوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب”.

بهذه الكلمات، تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”: قطعت بكركي الطريق على مرشحين بارزين الى الاستحقاق، منهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ، بما انهم رؤساء أحزاب. واذا كان الاول اعلن انه لا يتمسك بمعادلة “انا او لا احد” وانه لن يلجأ الى التعطيل او اسقاط البلاد المنهارة في الفراغ ليصل هو الى قصر بعبدا، فإن الخوف كبير من تكرار تجربة تعطيل الجلسات من قبل فريق 8 آذار، حتى يتم انتخاب واحد من مرشحيهما باسيل او جعجع رئيسا، كما حصل ابان انتخابات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

غير ان المصادر تستبعد حتى الساعة هذا السنياريو، وتعتبر ان صفات البطريرك، معطوفا اليها الواقع الداخلي المهترئ (اقتصاديا وماليا) والاجواء الدولية، تجعلان حظوظ رجل واحد في الداخل، متقدّمة على سواه من المشاركين في السباق الى القصر، وهذا الرجل هو قائد الجيش العماد جوزيف عون.

هو شخصية محايدة ناجحة في مجالها، أظهرت حرصا على ابقاء مؤسستها حية وقوية رغم الصعاب وقد جال العالم لتأمين المساعدات والدعم لعناصرها لمواجهة الازمة الخانقة في الداخل، كما انه جعل من الجيش اللبناني مؤسسة تحظى بالثقة الدولية، بحيث لم يقبل المساعدون الدوليون للبنان، عربا وأجانب، إلا ان يحوّلوا مساعداتهم للجيش، طبية كانت ام غذائية ام انسانية، ليشرف هو على توزيعها، بما ان المؤسسة نزيهة ونظيفة وبعيدة من شبهات الفساد.

كما ان الدعم العربي والغربي، الاميركي خصوصا، كبيرٌ للجيش اللبناني ايضا، ماليا وعسكريا ولوجستيا. في الايام الماضية، قررت قطر تقديم هبة جديدة للمؤسسة. اما الثلثاء، فبدأت القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والجيش اللبناني تمرين الاتحاد الحازم 2022، ويستمر لمدة أسبوعين في المياه الإقليمية اللبنانية، حيث يركز التمرين السنوي على عمليات الأمن البحري وإجراءات مكافحة الألغام والتخلص من الذخائر المتفجرة. ولفتت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، الى أنه “على مدى 22 عامًا، أسست مناورات الاتحاد الحازم تعاونًا بين قواتنا المسلحة وضمنت استعداد الجيش اللبناني لتنفيذ مهمته، ورغم كل التحديات التي تواجه الجيش اللبناني هذا العام في سياق الأزمة الاقتصادية في لبنان، فقد أظهروا التزامًا غير عادي وستواصل الولايات المتحدة تقديم دعمنا الكامل لجميع جهودهم”. وأشار نائب الأدميرال براد كوبر، قائد الأسطول الخامس الأميركي والقوات البحرية المشتركة، الى أن “هذه فرصة ممتازة للعمل مع شركائنا اللبنانيين ذوي القدرات العالية وتعزيز علاقتنا، فالعمل معًا يعزز الأمن والاستقرار الإقليميين”.

فهل يمكن ان يكون العماد عون الرئيس المقبل للبنان، فينقل تجربته الناجحة في العسكر، الى الدولة اللبنانية المنهارة، ويكون “فؤاد شهاب” ثانيا اذا جاز القول، يُشرف على عملية الاصلاح والانقاذ في لبنان الذي لا يحتاج اليوم الا لاصلاح وانقاذ، ويسهر على عملية انتشال المركب اللبناني الغريق ويقوده الى بر الامان من جديد؟ ام ان فريق 8 آذار وايران، لن يرتاحا الا لمرشّح من بيتهما السياسي الضيّق؟ وبعد، ولما كان انتخاب قائد الجيش لرئاسة الجمهورية يحتاج تعديلا دستوريا، هل سيوافق الرئيس عون على التوقيع على هذا التعديل ام سيصار الى انتظار انتهاء ولايته؟ وهل سيرضى اللبنانيون والخارج بانتظار 31 تشرين لحصول الانتخاب فيما الدعوات تنهال من كل حدب وصوب بوجوب احترام المهل الدستورية؟