IMLebanon

جعجع: “الحزب” صعّد ليقطف اتفاق الترسيم… وندعم جوزيف عون

عزا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، تصعيدَ “حزب الله” العسكري عبر المسيّرات الى كاريش والسياسي من خلال تهويل امينه العام السيد حسن نصرالله بالحرب، الى أكثر من سبب اقليمي وداخلي يتعلّق في شكل خاص بوضعيته “شعبيا”.

وقال في حديث لـ”المركزية”: “نصرالله صعّد لان الرئيس الاميركي جو بايدن آت الى المنطقة، وقد أراد الايرانيون إبلاغه من خلال نصرالله “أننا عبر أذرعنا، خاصة تلك الموجودة على مرمى حجر من اسرائيل، قادرون على تفجير الوضع”. وإلا، فلماذا بدّل نصرالله، في هذا التوقيت بالذات، نبرتَه، بعد ان كان يردّد دائما انه “خلف الدولة في ملف ترسيم الحدود البحرية”؟!”.

وتابع جعجع: “اما السبب الثاني فهو للقول ان سلاح حزب الله لا يزال يملك وظيفة وان الحزب لا يزال فعلا “مقاومة”. فبعد ان بات الكل يعلم، خاصة داخل بيئة الحزب، ان تحالفاته “الخنفشارية” تقف خلف انهيار الدولة وقطاعاتها كلّها وأبرزها الكهرباء التي يديرها حلفاؤه منذ اكثر من عقد، كان الحزب بحاجة بعد انكشاف هذه المعادلة، الى خطوة لاعادة تغطية نفسه وإبراز من جديد، وجهَه كمقاومة تُدافع عن حقوق لبنان وعن غازه ونفطه اللذين يصوّرهما على انهما الحل الوحيد لازمة لبنان. لكن لا بد من التأكيد هنا ان هذا ليس صحيحا. ذلك ان الاموال التي يمكن ان نجنيها من التنقيب، يمكن ان يهدرها الحزبُ وحلفاؤه الفاسدون خلال سنوات قليلة! اما الحل الفعلي لازمتنا، فهو بالتخلّص من هذه الزمرة في السلطة. الحزب اذا انكشف، خاصة لدى بيئته الحاضنة التي، وكما كل اللبنانيين، ما عادت تجد خبزا في الافران. ولذلك هو كان بحاجة الى الاضاءة مجددا على دوره كمقاومة”.

وأضاف: “السبب الثالث لتصعيد الحزب يتمثّل في شعوره بأن المفاوضات التي ترعاها واشنطن للترسيم، ذاهبة فعلا نحو تحقيق خرق ايجابي. لذلك، أراد نصرالله استباق الانجاز بمسيّرات وبتهويل، لـ”يقطفها” هو، ويجيّر الاتفاق المرتقب الى “الحزب” ويسيّله في رصيده شعبيا وسياسيا”.

واستطرد: “فلنفترض ان خلفيات مواقف نصرالله ومسيّراته، كانت فعلا نبيلة، وانه اراد حقّا، تعزيزَ موقع الدولة اللبنانية التفاوضي –  علما ان الاخيرة قالت عبر بيان السراي الذي يمثّل في الواقع موقف لبنان الرسمي كلّه ان الحزب بما فعله انما “يُخربط” على المفاوضات – لكن النتيجة مما قام به كانت ان مسيّراته تسببت بضرر للبنان الدولة، اكبر بكثير من اي خدمة يمكن ان يكون قدّمها لها. ذلك انه أثبت بما فعله، ان “لا دولة” في بيروت، وان قرار الحرب والسلم عند الحزب، وبالتالي هو أبعَد المجتمعَ الدولي كلّه عن لبنان، فيما نحن بأمسّ الحاجة الى مساعدته. وهذه الوقائع يجب ان تعرفها اولا، البيئة الحاضنة للحزب والتي يغشّها كل يوم”.

من جهة ثانية، أوضح أنه “على الصعيد الرئاسي، يجب ان نوصل اشخاصا قادرين فعلا على الانقاذ. واليوم، قنواتُ التواصل فتحت جديا وفعليا على مصراعيها، بين اهل الفريق المعارِض للمنظومة. والاشكالية الوحيدة القائمة هي انه عمليا، باستثناء القوات والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب، هناك “35 فريقا” آخر، ويجب التفاوض مع كل شخص بمفرده، ولهذا السبب، عملية التواصل تستغرق وقتا، الا انها أقلعت جيدا ويجب ان تثمر في الرئاسيات”.

وقال: “لكن لا سمح الله، اذا اوصل المحورُ الآخر، مرشحا له الى بعبدا، او مرشحا يُصوّره على انه حياديّ، فاننا سنَدخل في 6 سنوات اضافية من الغرق في جهنم.. نحن لن نستسلم، ومحطة انتخابات رئاسة الجمهورية مفصلية، والمطلوب ان ننتخب رئيسا جمهوريا اي يؤمن بالجمهورية، دستوريا اي يؤمن بالدستور، واصلاحيا وسياديا. هذا هو التحدي امامنا، وعلى نوّاب المعارضة ان يعوا مسؤوليتهم”.

وردا على سؤال، أكد جعجع “وجود شخصيات تتمتع بهذه الصفات في لبنان، مشيرا الى ان “ترشيحه للمنصب، مدار درس وبحث وموضع اخذ ورد في الحزب وتكتل “الجمهورية القوية”.

اما عن دعمه قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة، فاعتبر أنه “أدار جيدا مؤسسة الجيش، وحسّنها وتصرّف كرجل دولة فعلي على رأسها، ولم يقبل، رغم الضغوط التي تعرّض لها من أرفع المسؤولين، ان يحيد الجيشُ عن مهامه اي الحفاظ على الحدود الخارجية وايضا على الامن الداخلي الذي هو اليوم في وضعية مقبولة جدا”، مضيفا: “لا أعرف ما هي حظوظ العماد عون في الوصول الى القصر، وأتمنى ان تكون جيدة، لانه، كما نجح في دوره الصغير، يمكن ان ينجح في الدور الكبير ايضا. واذا تبيّن ان حظوظه متقدّمة فاننا طبعا سندعمه”.

اقليميا، وفي قراءته للمستجدات، رأى جعجع انه “وبسبب حرب اوكرانيا، شهد العالم عملية اعادة تموضع كاملة. وبعد ان كانت الولايات المتحدة تضع “الشرق الاوسط” في درجات متأخرة على سلم اولوياتها، عادت ووضعته في الصدارة. من هنا، نفهم زيارة بايدن الى المنطقة، والتي تأتي في اطار مساعي واشنطن لاعادة جمع اوراقها ورص صف حلفائها في الاقليم… في المقابل، يضيف جعجع، اتى الرد سريعا في قمة طهران الاسبوع المقبل، علما ان التحالف قائم اصلا بين الروس والايرانيين والصينيين، الا ان تم ترسيخه اكثر في القمة المرتقبة في ايران.

كما لفت إلى أن “نتيجة هذا الاصطفاف، هي مزيدا من التشنج في المنطقة. غير انه لا يستبعد ابدا امكانية الوصول الى مزيد من الاستقرار، لان بات هناك توازنا للقوى في الشرق الاوسط لان حتى الامس القريب، كان هناك محور واحد هو الروسي – الايراني يسرح ويمرح فيه. وفي رأيه، ليس من الضروري ان تقود عودة واشنطن الى المنطقة، الى حرب فيها. وبعد مراقبة طويلة للسياسة الايرانية، اظن ان الايرانيين لمسوا ان اللعبة لم تعد مزحا، وبات هناك توزان قوّة فعلا في المنطقة، ما قد يدفعهم الى التروي، بما يوصلنا الى استقرار اكبر. ويضيف “حظوظ التبريد اكبر في رأيي، من حظوظ التفجير، لكن هذا غير مضمون بعد، والامر مرتبط بحسابات الايرانيين، فاذا قرروا تسريع التخصيب مثلا، سنذهب الى انفجار”. لكن على الارجح، سنبقى في تقديري، على صفيح ساخن من دون الوصول الى ما لا تحمد عقباه”.