IMLebanon

“الحزب” وإسرائيل لا يرغبان بالحرب: الوساطة الأميركية تنتعش

جاء في “المركزية”:

بدا حزب الله في الساعات الماضية يخفّف من اندفاعته نحو الحرب على جبهة ترسيم حدود لبنان البحرية. فكلمةُ الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله مساء الثلثاء، سجّلت تراجعا في نبرة التهديد والوعيد، بعد ان كان قَرَع طبول الحرب بقوة، في خطابه الاخير في ذكرى حرب تموز.

هو قال في “اللقاء العاشورائي السنوي” مع الخطباء وقرّاء العزاء إن “الحرب ليست حتمية، ولسنا متأكدين أننا ذاهبون إلى حرب. قد نشهد استهدافاً موضعياً ورداً يناسبه، والأمر مرتبط بردّ الإسرائيلي الذي قد يدحرج الأمور للحرب. لكن، في المقابل، قد يخضع الإسرائيلي حتى من دون حرب”.

اما على الضفة الاخرى، اي من الجانب الاسرائيلي، فكان ايضا رفضٌ لخيار التصادم والمواجهة، وإعلانٌ بأن تل ابيب لا تريد الحرب. ففي جولة قام بها عند الحدود مع لبنان برفقة وزير الدفاع بيني غانتس الثلثاء، وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي لابيد تحذيراً إلى “حزب الله”، فقال “إسرائيل مستعدة وجاهزة للتصدي لأي تهديد، نحن لا نسعى للمواجهة، لكن أيّ شخص يحاول المَس بسيادتنا أو مواطني إسرائيل سيكتشف بسرعة أنه ارتكب خطأ فادحًا”. واضاف “لا مصلحة لنا في التصعيد، لكن عدوان “حزب الله” غير مقبول، ويمكن أن يجرّ المنطقة بأسرها إلى تصعيد لا داعي له”، وفق تعبيره.

الطرفان المعنيان اذا بالحرب والسلم على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، أعلنا في الساعات الماضية، انهما لا يطمحان الى التصعيد. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن المُبادرَ الى تحريك المياه في بحر الترسيم، والطرفَ الذي قرّر رفع السقف فجأة، أي حزبُ الله، من خلال إرساله المسيّرات الى حقل كاريش ومن ثم تلويحه بحرب في ايلول لمنع اسرائيل من التنقيب بحرا، عاد وعَقلَن كلامه و”دَوزنه” تحت سقف جديد، أكثر انضباطا وهدوءا.

هذه الفرملة التي حملها كلام نصرالله، هي على ما يبدو، نتيجة لزيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة من جهة، والمحادثات الايرانية – الروسية التي استضافتها طهران في الايام الماضية في حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من جهة ثانية. فخلالها، تضيف المصادر، أبلغ “القيصر” الرئيسَ الايراني ابراهيم رئيسي ان الوقت اليوم هو للتروّي ولترقّب النتائج الملموسة للمشاورات الاميركية – الاسرائيلية، ناصحا بعدم اتخاذ اي خطوة ناقصة تفجّر المنطقة في هذا التوقيت، معوّلا على ان تكون القمة الثلاثية الروسية – الايرانية – التركية في الجمهورية الاسلامية، خلقت توازنا مع الجبهة الاخرى، بما يُبعد فرضية إقدام تل ابيب على اي تصعيد، لا عسكريا ولا “تنقيبيا”. هذه الملاحظة، أخذها رئيسي في الاعتبار ووصلت عبره الى نصرالله، فانعكست تراجعا عن “الطحشة” الى الحديد والنار.. عليه، يمكن القول ان فرص انتعاش مفاوضات الناقورة برعاية اميركية، ارتفعت من جديد.. فلننتظر ونر، تختم المصادر.