IMLebanon

الأنظار إلى الديمان: الراعي يبلور “الغضب العارم”

جاء في “الراي”:

تتجه الأنظار، اليوم، إلى المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان وسط دعوات إلى «زحف بشري» للمشاركة في «قداس التضامن» مع الكنيسة بعد ما وُصف بـ «التعدي» على المطران موسى الحاج بتوقيفه لنحو 13 ساعة عقب عودته من «الأراضي المقدّسة» والتحقيق معه على معبر الناقورة الحدودي مع اسرائيل ومصادرة جواز سفره وهاتفه ومساعدات مالية وطبية من متبرّعين لبنانيين وفلسطينيين.

وبعد موقف الصوت العالي للكنيسة التي اعتبرت أن هذا التوقيف غير المسبوق في تاريخ لبنان لرئيس أساقفة أبرشيّة حيفا المارونيّة والنائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينيّة وعمّان وأراضي المملكة الأردنيّة الهاشميّة «اقتُرف عن سابقِ تصوّرٍ وتصميم، وفي توقيتٍ لافتٍ ومشبوه، ولغاياتٍ كيديّة معروفة»، مطالبة بوقف «هذه المسرحيّة الأمنيّة – القضائيّة – السياسيّة» التي «أعادتْنا إلى زمن الاحتلال»، يُنتظر أن يبلْور البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اليوم الغضبَ العارم من تطوُّرٍ سرعان ما برزت تشظياته في مختلف الاتجاهات في ضوء الأبعاد السياسية التي أعطتْها بكركي له والتفاف أحزاب وشخصيات مسيحية وغير مسيحية حولها رافضة محاولة تطويع الكنيسة ربْطاً بمواقفها السيادية، واستحضار ملف المتعاملين مع اسرائيل (وعائلاتهم) الذين فروا إليها عقب انسحاب العام 2000.

وعلى وقع الخشية من استقطابات طائفية لهذا الملف الملتهب الذي تقاطَع مع لحظةٍ محلية انتقالية على تخوم دخول البلاد زمن الانتخابات الرئاسية التي يتعاطى معها الداخل والخارج على أنها محطة مفصلية في تحديد «الميزان السياسي» في لبنان وتموْضعه الاقليمي، يُنتظر أن يَمْضي البطريرك الراعي تحت السقف الأعلى الذي حدّدته الكنيسة كإطارٍ لمعالجة هذه القضية على قاعدة إعادة ما صودر من المطران الحاج وتنحية مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي الذي أصدر القرار بالتحقيق مع الأخير.

وما يعزّز هذا الاتجاه أن أي إجراء لم يُتخذ في سياق الأخذ بمطالب الكنيسة، وسط اعتبار عقيقي أن ما صودر جاء التزاماً بقانون مقاطعة اسرائيل وأن المساعدات هي من «عملاء فارين»، وذلك رغم دخول رئيس الجمهورية ميشال عون على خط المعالجة بعد استقباله الحاج، في حين صعّد «حزب الله» من لهجته مستعيداً خطاب «العمالة» في توصيف المطران من دون تسميته، وهو ما ينذر بارتداداتٍ متدحْرجة في مرحلةٍ تبدو مفتوحة على محاولات لتكريس «موازين القوى» الداخلية بامتدادها الاقليمي وذلك بملاقاة أو استباقاً لتحولاتٍ في المنطقة التي تسير على حِبال باردة و… ساخنة.