IMLebanon

تصعيد “الحزب” ينقل النزاع الترسيمي الى الداخل: هل يمكن للدولة ردعه؟

جاء في “المركزية”: 

لا يزال حزب الله “يحرتق” على مفاوضات الترسيم. امس، عرض الإعلام الحربي في “حزب الله” للمرة الاولى، فيديو  حول العمليات في حقل كاريش المتنازع عليه مع إسرائيل، معلنا أن “اللعب بالوقت غير مفيد”. وأظهر الفيديو رصداً حديثاً لسفن “العدو الإسرائيلي” في كاريش،  للتأكيد على قول الامين العام للحزب السيد حسن نصرلله ان “أهداف العدو تحت مراقبة المقاومة في حال قرّر استخراج النفط أو المسّ به في الحقل”.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، تعمّد اعلام الحزب بث هذا المقطع بالتزامن مع وصول الموفد الأميركي اموس هوكشتاين الى بيروت امس، ليُبلغه ومعه “الإسرائيلي”، بالنيابة عن ايران، ان الاخيرة لاعبٌ اساسي في لعبة الترسيم وان هذا الملف، يتحكّم بمصيره الحزبُ وطهران، وانه بات جزءا من الاوراق التي تمسك بها الجمهورية الاسلامية، في نزاعها مع الولايات المتحدة. فاذا ضاق الخناق الدولي عليها اكثر، فان ايران لن تتردد في نسف المفاوضات الترسيمية وفي خربطتها ومنع التوصل الى اي اتفاق يتيح لاسرائيل التنقيب، وصولا حتى الى اشعال المنطقة عسكريا. اما اذا ابدت واشنطن مرونة حيال ايران وخففت عنها الضغوط، فلا مانع لدى الاخيرة من تسهيل التوصل الى تفاهم. هكذا يُفسَّر تصرّف الحزب بغض النظر عن نفي امينه العام مساء امس سعيّه الى اي دور في المفاوضات…

في المقابل، تحاول الدولة اللبنانية لمرّة، وضعَ فواصل بين مواقفها ومواقف الحزب، وقد أقرّت – عبر تنصّل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب امس من المسيّرات وعبر البيان الذي صدر عن السراي بعد اجتماع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبوحبيب منذ اسابيع اثر جولة المسيّرات الاولى – بأن الحزب “تخّنها”، فعرّته، من حيث تدري او لا تدري، وأظهرته فصيلا يأتمر بأوامر خارجية لا لبنانية. وقد قال بوحبيب امس: فيديو المسيرات الذي نشره حزب الله لا يمثل موقف الدولة اللبنانية. واكد بانه لا توجد مشكلة مع المقاومة الا ان القرار حول الترسيم هو قرار الحكومة اللبنانية. وتزامن موقفه مع ابلاغ هوكشتاين وزير الطاقة وليد فياض ان الفيديو الذي نشره “حزب الله” اليوم عن المسيّرات لا يُفيد ولا يُساعد في المفاوضات لأنّ هناك انتخابات في إسرائيل وهذا سيجعلها أكثر تشدّداً”.

حزب الله بسلوكه هذا، تتابع المصادر، نقل النزاعَ الترسيمي الى داخل البيت اللبناني، وتصعيدُه العسكري بات بوضوح يشكّل عائقا امام اي اتفاق يحتاجه لبنان باقتصاده المنهك، اكثر من تل ابيب، ولا يخدم المصلحة الداخلية بشيء. فهل يرتدع ؟ وهل يمكن للدولة ورؤسائها كبحه؟ اذا كان الجواب سلبيا، عسى ان تكون مصلحة ايران تسمح باتفاق كي لا تذهب البلاد وناسها الجائعون نحو الاسوأ، تختم المصادر.