IMLebanon

تطورات جديدة بقضية تهديد السفارة السعودية في بيروت

على وقع استمرار التحقيقات في تهديدات المواطن السعودي، علي الهاشم، لسفارة بلاده في بيروت، ظهر مطلق هذه التهديدات مجددا عبر أحد مواقع التواصل، الخميس، مكررا توعده ومعلنا عن تواجده حاليا في سوريا وأنه سيعود بعد أيام إلى لبنان.

وأفاد مراسل “الحرة” في بيروت أن الأجهزة الأمنية اللبنانية داهمت منزله في مدينة النبطية جنوب لبنان، ولم تعثر عليه.

وقال الهاشم في تعليقات جديدة له إن سبب إطلاق توعده يعود إلى تلقيه تهديدات من جهاز المخابرات السعودية بالتعرض له ولأفراد عائلته، في حال استمراره في معارضة سياسات النظام في بلاده كما قال.

وكان انتشر على مواقع التواصل، الثلاثاء، تسجيل صوتي للهاشم يتوعد فيه سفارة المملكة في بيروت بعمل “سيؤدي إلى إبادة كل من فيها”.

وقال في التسجيل: “أي أحد يلمس أحد من عائلتي، لن يبقى موظف في السفارة السعودية على قيد الحياة، وسأقدم على عمل لم يسبقني عليه أحد، وسأبيد كل شخص في السفارة”.

استحوذ تسجيل صوتي، يتضمن تهديداً ووعيداً لسفارة المملكة العربية السعودية في بيروت بـ”إبادة كل من فيها”، الاهتمام في لبنان، فاستنفرت الأجهزة الأمنية، واستنكر عدد من السياسيين الأمر، فيما انقسم الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي بين مندد وداعم لما ورد كما تبين لاحقاً على لسان المعارض السعودي علي بن هاشم بن سلمان الحاجي.

لم يمر وقت طويل على طرح علامات استفهام حول الشخص الذي يقف خلف تهديد السفارة السعودية، حتى قطع الحاجي الشك باليقين من خلال تغريدات عبر صفحته على “تويتر” أكد خلالها أنه هو من قام بذلك، منها ما كتبه “كثير من الصحفيين يحاولون التواصل معي لمعرفة سبب التهديد للسفارات السعودية في لبنان وخارج لبنان، سوف اجيب بكل إختصار، وصلتني عدة تهديدات من قبل الاستخبارات السعودية بقتل أبنائي في حادث سيارة مفتعل إذا لم أكف عن نشاطي، والجميع سمع جوابي في التسجيل”.

وفي الثالث من أغسطس ثبّت الحاجي تغريدة جاء فيها “بسبب معارضتي لحرب اليمن ومطالبتي بحقوق الشيعة في السعودية، تم وضع أطفالي قيد الإقامة الجبرية وإيقاف جميع خدماتهم والتضييق عليهم” وأضاف “النظام السعودي يظن بأن أفعاله سوف تردعني عن نشاطي، لا والله اني اليوم أقوى وأكثر إصراراً للسعي في إسقاط نظام آل سعود”.

وكان المعارض السعودي قال في تسجيله “أي أحد يلمس شعرة من افراد عائلتي، قسماً بجلالة ربي لن يبقى موظف في السفارة السعودية على قيد الحياة، وسأقدم على عمل لم يسبقني عليه أحد، وسأبيد كل شخص في السفارة”.

بعد تداول التسجيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غرّد سفير السعودية لدى بيروت، وليد بخاري، قائلاً “الإرهاب وليد التطرف جذوره وبذوره تبدأ بالعقل المحبَط”، فما كان من الحاجي إلا أن شارك التغريدة معلقاً عليها “الإرهابي يا سعادة السفير هو من يحتجز أطفالي الخمسة رهائن منذ عام 2018 ، الإرهابي يا سعادة السفير هو من حكم على سلمى الشهاب 34 سنة سجن و34 سنه منع سفر، الإرهابي يا سعادة السفير هو من حكم بالإعدام على أطفال بسبب خروجهم في مظاهرات سلمية في القطيف. حقاً الإرهاب وليد التطرف السعودي”.

لم يكتف الحاجي باعلانه الوقوف خلف التسجيل الصوتي، ومعارضته الشديدة للنظام السعودي، بل تعمّد نشر فيديوهات تظهر مشاركته في مؤتمر لمعارضين سعوديين في بيروت، اضافة إلى تأييده لحزب الله من خلال صورة وقف فيها على آلية عسكرية غير صالحة للاستخدام وخلفه علم للحزب، كاتباً “الصورة فيها كثير معاني ..المشكلة أنك سعودي صعب تفهم”.

وفي تغريدات عدة، تهكم على مطلب بخاري بتسليمه للانتربول، متوجهاً له بالقول “لبنان ليست امارة سعودية أو خليجية كي تطالب بتسليمي للسعودية. الدستور اللبناني يسمح لنا بالتعبير عن رأينا بحرية ويؤمّن لنا الحماية”.

سارع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي وبصفته رئيس مجلس الأمن الداخلي، بتوجيه كتابين، الأول إلى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي – شعبة المعلومات، طالباً إجراء الاستقصاءات اللازمة والعمل على توقيف من يثبت تورطه وإحالته أمام القضاء، واتخاذ الاجراءات اللازمة بما أمكن من السرعة.

أما الكتاب الثاني فوجهه مولوي إلى المديرية العامة للأمن العام لايداعه جدول حركة دخول وخروج، كل من يثبت تورطه، من وإلى لبنان. ما أقدم عليه وزير الداخلية جاء حرصاً منه كما ورد في بيان “على مصلحة لبنان وأمنه وأمانه وحسن علاقاته مع الدول الشقيقة لاسيما المملكة العربية السعودية”، لافتاً إلى أنه “توفرت لوزارة الداخلية والبلديات معلومات ترجح أن المدعو علي بن هاشم بن سلمان الحاجي من الجنسية السعودية، هو صاحب التسجيل الصوتي المتداول ومطلوب للسلطات السعودية بجرائم ارهاب”.

وأشار المعارض السعودي إلى أن فرع المعلومات اللبناني “التابع للسعودية” كما وصفه، حاول مداهمة شقته في النبطية ورحل بعد التأكد من عدم وجوده، وكتب “ذكرت سابقاً بأني متواجد في سوريا وسوف أعود بعد 10 أيام، وإذا فيه رجال مع عملاء السعودية في لبنان يقرّب مني”، لا بل نشر صورة في إحدى التغريدات ليؤكد على أنه متواجد في سوريا.