IMLebanon

نفد الفيول.. والكهرباء إلى أفول في يومين

كتبت ايفا ابي حيدر في “الجمهورية”:

رغم الجو الايجابي الذي أسّس له الاعلان عن موافقة العراق على تمديد تزويد لبنان بـ»الفيول» اللازم لمؤسسة «كهرباء لبنان» لمدة عام، الّا انّ أي باخرة محمّلة بالفيول العراقي لم تبحر بعد باتجاه لبنان. فهل تُطفأ المعامل كلياً نهاية الاسبوع؟

ايام قليلة يدخل معها لبنان العتمة الشاملة، صحيح انّ اللبنانيين تعايشوا مع التقنين المتواصل في منازلهم، الّا انّ تداعياتها ستظهر خصوصاً في المرافق العامة التي لا تزال تتأمّن لها الكهرباء ولو لساعات قليلة مثل مرفأ بيروت والمطار وبعض الإدارات العامة ومضخات مياه وصرف صحي وغيرها من المرافق الأساسية في الدولة.

وكانت مؤسسة كهرباء لبنان قد سبق واعلنت في بيانها الصادر في 3 آب الماضي انّها ستعمد إلى اتخاذ اجراءات احترازية لإطالة فترة الاستفادة من الفيول المتبقي لديها، وحدّدت يوم 25 آب موعداً نهائياً لتوقف انتاج الطاقة الكهربائية ووقوع البلاد في المحظور، في حال لم يتمّ توريد أي شحنة غاز اويل لصالح المؤسسة خلال شهر آب.

والواقع، عدا عن اعلان الاتفاق على تمديد العمل بالاتفاقية مع الجانب العراقي لتزويد لبنان بالفيول لصالح المؤسسة، فإنّ شيئاً لم يستجد من حيث إرسال الجانب العراقي شحنة مخصّصة للبنان، ما يعني انّ لبنان سيقع بالمحظور لا محالة، في انتظار اعلان الجانب العراقي غير ذلك، مع الأخذ في الاعتبار انّ أي شحنة يعلن الجانب العراقي ارسالها إلى لبنان ستحتاج الى أكثر من اسبوع لتصل. كما انّه لم يُعرف بعد ما إذا كان الجانب العراقي يعتزم استكمال تسليم لبنان الحصة المتبقية له من اتفاقية العام، والتي تقدّر بنحو 185 الف طن متري، أم انّه سيحتسب الشحنة الجديدة متى ارسلها من ضمن كمية المليون طن الجديدة التي وعد بإرسالها تدريجياً خلال عام من اليوم.

في السياق، كشفت مصادر متابعة لـ«الجمهورية»، انّه ومع التدابير الاحترازية التي اتبعتها مؤسسة كهرباء لبنان، من المتوقع ان تطفئ المعامل اعتباراً من مساء السبت المقبل بدلاً من اليوم، لافتة إلى انّ المؤسسة اعتمدت أخيراً سياسة الـ black out بالكامل، فكسبت يومين إضافيين قبل حصول العتمة الشاملة.

وكشفت المصادر عن امكانية استعمال الفيول الموجود في معملي الذوق والجية القديمين، الّا انّ هناك اشكاليتين في هذا السياق، الاولى: توقف الشركة المشغّلة عن صيانة المعملين منذ نهاية شهر شباط الماضي بسبب عدم تمكن لبنان من دفع مستحقاته لها بالدولار الفريش، والثاني: الاشكالية التي حصلت حول مواصفات آخر شحنة فيول تلقتها والتي اعتبرتها الشركة المشغلة غير مطابقة للمواصفات على عكس نتائج المختبر الصادرة عنه.

ورأت المصادر ان تشغيل معملي الذوق والجية يمكن ان يساهم بتمديد تأمين الكهرباء للبنان فترة اضافية تُقدّر بحوالى الشهر، وذلك ريثما يتضح شيئاً ما في ما خصّ الفيول العراقي، على انّ قرار السير بهذه الخطوة يحتاج إلى موافقة من وزارة الطاقة والمياه، في حين تؤكّد مصادر في الوزارة، انّ هذه أمور تشغيلية بحتة تبتّ فيها إدارة الكهرباء.

وعن الفيول العراقي تفيد المصادر، انّ الجانب العراقي أبلغ الجهات المعنية بعزمه تأمين حصة لبنان المتبقية من الفيول من اتفاقية العام الماضي والمقدّرة بنحو 200 الف طن، على ان يبدأ بعدها تزويد لبنان بالكمية المتفق عليها لهذا العام أي المليون طن، الّا انّ لبنان لم يتبلّغ بعد موعد وصول أي شحنة فيول من العراق.