IMLebanon

الحزب لن يتراجع… ضغط للتشكيل حتى 31 تشرين!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

تراجع الاهتمام السياسي بعملية تأليف الحكومة اثر اللقاء الخامس العقيم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي الاسبوع الماضي. وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن الاتصالات والمساعي لإخراج التشكيل من عنق الزجاجة، سجّلت انكفاءة لافتة وخفّت حماستها في الأيام المنصرمة.

المصادر تشرح في السياق ان الثنائي الشيعي كان يراهن على مرونة سيُبديها الفريق الرئاسي تجاه طروحات الضاحية وعين التينة التسووية، وعلى ليونة سيُظهرها حكوميا، خاصة بعد تجاوب ميقاتي مع هذه الاقتراحات. غير ان ذلك لم يحصل، وتمسّك عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بمطالبهما الوزارية، وقد ظهر ذلك بوضوح خلال اجتماع عون – ميقاتي الأخير. فكان ان فرمل حزب الله وحركة امل جهودهما وأطفأ رئيس المجلس النيابي نبيه بري محركات كاسحاته، فاتحا في المقابل النارَ بقوة على العهد وتياره في كلمته السياسية في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر الاربعاء الفائت.

منذ ذلك الحين، لا جديد على ضفة التأليف، تتابع المصادر، والجمود هذا مرشّح لمزيد من التوسّع بعد المواقف المنتظرة لباسيل عصر اليوم والتي ستعمّق الهوة أكثر بين عين التينة من جهة، وبعبدا وميرنا الشالوحي من جهة ثانية.

حتى حزب الله بدأ يعطي الاولوية للانتخابات الرئاسية. امس، رأى عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق أن “لبنان مع دخوله المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية بات أمام فرصة حقيقية للخروج من أزماته”… لكن رغم هذا الموقف الذي يوحي بأن الحزب وضع التشكيل وراءه، فإن الاخير، بحسب المصادر، سيتسلّم في قابل الايام، دفة الوساطة الحكومية من بري، وهو لن يستسلم قريبا “حكوميا”، وسيبقى يدفع في اتجاه التشكيل حتى اللحظة الاخيرة التي تسبق 31 تشرين الأول تاريخ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، لانه يريد حكومة كاملة الصلاحيات وذلك لإدراكه ان الانتخابات الرئاسية لن تحصل في المدى المنظور.

بدوره، يحاول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ايضا، لعبَ دور توفيقيّ ما، لخوفه من فترة شغور وزاري ورئاسي في آن، البلادُ المنهارة مُقبلة اليها، ولقلقه من انعكاسها على الاوضاع المعيشية. وللغاية، هو زار أمس الرئيس المكلف. اما اذا لم تفلح مساعيه – ونجاحُها مستبعد – فإنه يفضّل إعداد الارضية لتعزيز حكومة تصريف الأعمال ورفدها بالدعم اللازم، السياسي والدستوري، لتتولى قيادة البلاد وادارة الازمة في الفترة المقبلة.

وهنا، سيشبك جنبلاط الأيدي ويرص الصف مع عين التينة ومع السراي، للتصدي لاي توجّه لدى العهد، لرمي العصي في دواليب حكومة ميقاتي. وقد كان هذا الملف حاضرا اليوم بين الاخير وبري، وفق المصادر.

الرهان الحكومي اذا هو راهنا على الحزب. هل يقنع حليفه باسيل بالتنازل قليلا ام يخفق في هذه المهمة؟