IMLebanon

طرابلس على خط الزلازل المتحرك!

جاء في “المركزية”: 

كأنه مكتوب على عاصمة الشمال أن تبقى مجرد صندوق بريد لكل القوى المتصارعة محليا وإقليميا ،وأن يستمر أبناؤها في تسديد فاتورة قرارهم بالوقوف والتصدي للمشروع الإيراني اليوم والسوري في الأمس.

إذا تأزمت سياسياً انفجرت في طرابلس وتحديدا بين أبناء القبة وجبل محسن، وإذا ضاقت الدنيا واختنق اللبنانيون بسبب الضائقة الإقتصادية ينزل أهالي طرابلس استنكاراً وتندلع الإشتباكات التي تبدو في ظاهرها على خلفية الوضع الإقتصادي والصحيح أنها نتيجة تراكمات وتدخلات الأجهزة والفصائل التي تريد إخضاع المدينة العاصية على الذراع الإيراني اليوم كما الإحتلال السوري في الأمس.

أكثر من ذلك إذا توفي طفل يتنفس بواسطة ماكينة أوكسيجين بسبب الإنقطاع المتواصل للتيار الكهربائي أو إذا توقفت المحطات عن توزيع المحروقات بسبب الشح في المادة يخرج الوضع الأمني عن السيطرة في منطقتي باب التبانة والقبة تحديدا، وبسحر ساحر تدور عقارب الساعة بشكل معاكس وتقوم الدنيا ولا تقعد في المدينة التي يفترض أنها تعيش “هدوءا” وأجواء الصيف والسياحة. والصحيح أنها تتقلّب فوق نار الرماد مما يضعها على خط الزلازل المتحركة ويجعلها مرشحة لأن تكون مجدداً في عين العاصفة.

ثمة من يرد اسباب الفتيل تحت الرماد في طرابلس إلى التفاوت الاجتماعي بين بعض زعمائها وأبنائها الذين يزدادون فقراً كل يوم، وفي أن بعض سياسييها، كما بعض الأجهزة الأمنية، يستخدمونها ساحة لتصفية الحسابات، وفي أن دولاً خارجية تتصارع على أرضها. أضف إلى ذلك التناقضات التي تتجلى في ظواهر عديدة منها التدهور الاقتصادي والإجتماعي وتفشي السرقات وازدياد معدل الانتهاكات الأمنية. وهذا، بالتأكيد، جزء من المشهد السياسي العام ، إلا أن تفاقم حالة العوز بصورة غير مسبوقة بات يشكّل خطراً حقيقياً خشية استغلاله واستخدامه أمنياً. وإذا كانت التنظيمات الإسلامية استغلت الفقر سابقاً لترسيخ نفوذها، فكيف هي الحال اليوم مع ازدياد معدلات الفقر في أحياء المدينة ومتفرعاتها التي تتردى حالها يوماً بعد آخر.

“يحمل خلفيات سياسية ولا طائفية” يقول نائب المدينة اللواء أشرف ريفي، ويؤكد ” أن الجريمة وقعت على خلفية سرقة محل الهواتف الخلوية. لكن لاعتبارات سياسية وبحكم موقع المدينة وموقف أهلها المعارض للمشروع السوري والإيراني اليوم تتحول الجريمة إلى فتنة وتستعيد شوارع وساحات طرابلس مشاهد الموت والإشتباكات”.

المرحلة الفاصلة عن الإستحقاق الرئاسي ستكون محكّاً لكل من يريد المس بالأمن في طرابلس وغيرها. لكن طرابلس تحمل خصوصية، تختلف عن غيرها من المناطق التي تشكل قاعدة وجود سني فاعل. ومع سقوط كل المؤسسات “تبقى مؤسسة الجيش الضامن الوحيد لبسط الأمن ومنع كل محاولة لاستخدام المدينة كصندوق بريد”. ووجه ريفي عبر “المركزية” كلمة شكر للجيش اللبناني وقائده العماد جوزف عون الذي لبى النداء امس وأرسل دوريات مؤللة إلى المنطقة لبسط الأمن والسيطرة على الوضع وإلا كاد يحصل ما لا تحمد عقباه”.

وفي السياق، إلتفاتة قائد الجيش للمدينة عندما زارها والتقى مرجعياتها الروحية الإسلامية والمسيحية في دار الفتوى ومطرانية طرابلس المارونية والمجلس الإسلامي العلوي. وقد تركت هذه الزيارة غير الفلكلورية وغير البروتوكولية ارتياحا واسعاً بين عموم أبناء طرابلس. كذلك الدور الذي لعبه بعد وقوع حادثة غرق زورق الموت والتفاتته الإنسانية تجاه أهالي الضحايا.

من البحر إلى البر والإشكالات في طرابلس تنذر بفتيل تحت الرماد مما يؤكد ان بصمات “الواهمين” “والمخربين” و”المندسين الطارئين ” الذين يسعون إلى جعل طرابلس صندوق بريد لن تنجح… “اليوم دعينا إلى اجتماع طارئ لنواب طرابلس للتأكيد على التعاون مع الأجهزة الأمنية والحفاظ على أمنها”. ويختم ريفي” خفافيش الليل لن يتوقفوا ونتكل على حكمة قائد الجيش الذي أثبت أنه على قدر المسؤولية دائما في حفظ الأمن وضبطه”.