IMLebanon

العتمة الشاملة الخميس؟!

كتبت ميريام بلعة في “المركزية”:

يستعجل مجلس النواب الخطى التشريعية قبل تحوّله إلى هيئة ناخبة فور تحديد رئيس المجلس نبيه برّي جلسةً لانتخاب رئيس للجمهورية… مشاريع قوانين سيباشر المجلس البت بها اعتباراً من الأربعاء 14 الجاري توازياً مع انشغال وزارة الطاقة والمياه في إيجاد بديل “سريع وطارئ” قبل دخول لبنان في العتمة الشاملة المُطبقة في 15 الجاري موعد نفاد مخزون مؤسسة “كهرباء لبنان” من الفيول والغاز أويل…

خياران اثنان كلاهما مشوبَين بالغموض المقلق لا قدرة لهما على إبعاد شبح الظلمة عن اللبنانيين ولا على تفادي شلّ حركة البلاد: الهبة الإيرانية غير واضحة المعالِم في انتظار بدء المباحثات التقنية في شأنها، والفيول العراقي الذي لا موعد بعد لوصول شحنته الأولى لغياب الشركة التي ستتولى عملية تكريره…

في الخَيار الأول، سيتوجّه الوفد اللبناني الفنّي إلى إيران الأسبوع المقبل بحسب مصدر في وزارة الطاقة والمياه لـ”المركزية” لإجراء المفاوضات التقنية حول هبة الفيول الإيراني، كاشفاً أن “الوفد أصبح قاب قوسين من التأليف، على أن يكون برئاسة المديرة العامة للنفط أورور فغالي.. وحتى الآن تمت تسمية أعضاء وزارة الطاقة في انتظار تسمية ممثلين عن مؤسسة كهرباء لبنان”.

وعما إذا كان لبنان تبلّغ من الحكومة الإيرانية مواصفات الهبة وما إذا كانت مطابقة لتلك المعمول بها في “كهرباء لبنان”، يوضح المصدر أن “اجتماع الوفد المقرّر مع الجانب الإيراني سيكون تقنياً بحتاً، وبالتالي سندرس التفاصيل التقنيّة على الطاولة… عندها سنطّلع على نوعية الهبة ومواصفاتها، وما إذا كانت مشابهة لنوعية الفيول العراقي أم مغايرة لها… كل الأمور التقنية ستتظهّر خلال الاجتماع”.

وعن صحّة ما يُشاع أن إيران استبدلت الهبة بتحديد أسعار زهيدة للفيول المَنوي تصديره إلى لبنان، يقول: إلى الآن لم يتم الحديث في وزراة الطاقة سوى عن “هبة إيرانية” وهي لفترة محدّدة، الغاية منها مساعدة لبنان ودعمه إلى حين إيجاد الحل المناسب لأزمة الكهرباء… وبالتالي ليست هبة مستدامة.

أما في شأن الخَيار الثاني والأخير، سُئل مصدر وزارة الطاقة عن موعد وصول شحنة الفيول العراقي الموعودة، يُجيب: سنرى ما إذا كانت أي شركة ستتقدّم اليوم للمشاركة في المناقصة (لاستبدال زيت الوقود العراقي بفيول صالح لمعامل كهرباء لبنان، على غرار المناقصة التي ربحتها شركة “إينوك” الإماراتية)، فالعملية لا تزال حتى الآن في طور الأسئلة والأجوبة.

وعن سبب تردّد الشركات في التقدّم من المناقصة، يُلفت إلى أن “العملية معقدة تتطلب استبدال نوعية بأخرى من جهة، ومن جهة أخرى بفعل تقلبات سعر الفيول والغاز أويل عالمياً نتيجة الحرب الروسية – الأوكرانية والنقص الحاد في الديزل والغاز أويل… الأمر الذي يخلق للعارض حالاً من عدم الارتياح”.

وعما إذا كان لبنان سيدخل مرحلة العتمة الشاملة مع حلول 15 أيلول الجاري موعد نفاد الفيول من مؤسسة “كهرباء لبنان”، يُجيب المصدر بالإيجاب “صحيح… نواجه اليوم مشكلة تقلبات الأسعار، فمناقصة الفيول العراقي تحتاج إلى تحديد سعر للغاز أويل أو للفيول”.

ويؤكد أن لبنان أمام خيارَين اثنين لا ثالث لهما: إما العتمة الشاملة أو التعجيل في مناقصة الفيول العراقي… في انتظار مغادرة الوفد اللبناني إلى إيران ليُبنى على الشيء مقتضاه”.