IMLebanon

فيينا تراوح سلبًا وإيران تحرّك أذرعها للضغط

جاء في “المركزية”: 

عادت مفاوضات فيينا “رسميا” الى دائرة المراوحة السلبية. ولم يكن أدل الى ذلك من البيان الفرنسي – البريطاني – الالماني المشترك منذ ايام والذي حمل انتقادات لمطالب ايران الاخيرة والتي جاءت في معرض ردّها على المسودة الاوروبية لاحياء الاتفاق النووي. فقد اعتبرت الدول الثلاث ان “مطالب إيران تثير الشكوك حول نواياها للوصول لاتفاق بشأن برنامجها النووي”. واشارت الى أن “مع اقترابنا من التوصل إلى اتفاق، أعادت إيران فتح قضايا منفصلة تتعلق بالتزاماتها الدولية الملزمة قانونًا بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، واتفاقية الضمانات الخاصة بها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية المبرمة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

هذا الموقف الثلاثي الذي يُضاف الى تشدد اميركي ازاء ضرورة تقيد طهران بمطلبَي “وقف التخصيب وتطوير الاسلحة المحظورة” والتعاون مع مراقبي الوكالة الدولية، أثار حفيظة ايران التي اعتبرت عبر وزارة خارجيتها أن “بيان الدول الأوروبية الثلاث غير بناء، ويتعارض مع حديثها عن حسن نيتها بشأن المفاوضات النووية”، لافتةً الى أن “البيان الأوروبي تزامن مع تبادل الرسائل لإنهاء المفاوضات وهذا نهج غير مثمر”. وحذرت الخارجية، الأوروبيين، من “التأثر بطرف ثالث يسعى إلى إفشال المفاوضات النووية”، موضحةً أن “لدينا إرادة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، وتقدم المفاوضات يعود لمبادرات إيران”.

بدورها روسيا دخلت على الخط، معترضة على التصعيد الاوروبي. اذ علّق مندوب روسيا في فيينا ميخائيل أوليانوف، على البيان المشترك، قائلا ان “الوقت غير مناسب، واللحظة حرجة في محادثات فيينا عشية اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

هذه المستجدات كلّها، تشير، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” الى ان الدوران في الحلقة المفرغة عاد ليطبع المحادثات النووية. فلا ايران تُبدي مرونة في شروطها خاصة لناحية رفضها التجاوب مع سقوف ومطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا واشنطن او القوى الاوروبية في وارد التنازل عن هذا الشرط، اذ ان اي تساهل من قِبلها في هذا الشأن، سيترك ايران تظفر بالاتفاق النووي وتسهيلاته من جهة و”تفتح على حسابها” في التخصيب، بعيدا من عيون المراقبين الدوليين، من جهة ثانية.

وفي ظل عودة وضعية شد الحبال هذه بين الطرفين، تشير المصادر الى ان ايران ستعود لتلعب بكل اوراق قوّتها في المنطقة للضغط على مفاوضيها للتنازل امامها، وستحرّك في هذا الاطار، أذرعَها في لبنان واليمن والعراق وسوريا، أكان سياسيا او عسكريا، للتوتير والعرقلة والتعطيل ولعلّ أبرز ما تملكه هنا هو فتح مواجهة بين حزب الله واسرائيل على خلفية ملف ترسيم الحدود البحرية، قد لا تكون مفتوحة ولكن كافية لايصال الرسالة الى تل ابيب وواشنطن.

الملفات الاقليمية تتحرّك اذا على ايقاع فيينا، والعكس صحيح ايضا حيث ان موازين القوى الاقليمية ستؤثر على نتائج المحادثات في العاصمة النمساوية.. فما الذي يمكن ان تحمله للشعوب الواقعة، طوعا ام مرغمة، تحت قبضة محور الممانعة؟