IMLebanon

اقتحام المصارف… عَودٌ إلى حَرف الأنظار!

كتبت ميريام بلعة في “المركزية”:

استعادت الساحة المصرفيّة مشهديّة “الاقتحام الموَجَّه” الذي يدخل في صلب الحراك السياسي لحَرف الأنظار عن استحقاق الانتخابات الرئاسية وتأليف الحكومة التي بات تصريف الأعمال فيها خاضعاً لحسابات سياسية وتسويات انتخابية…

وليس اقتحام بنك لبنان والمهجر BLOMفي محلة السوديكو اليوم، ثم بنك البحر المتوسط MED في منطقة عاليه، سوى أحد عناصر اللعبة السياسية التي تستعر يوماً بعد آخر مع اقتراب نهاية شهر تشرين الأول، عنصرٌ يُضاف إلى تحليق سعر صرف الدولار الأميركي في السوق الموازية وترك أسعار المحروقات بدون سقف يهدّئ من روعة جنونها، مروراً بـ”تأخّر” وصول شحنة الفيول العراقي لأسباب عديدة باتت تثير الشكوك حولها حات بات لبنان تحت رحمة العتمة الشاملة في الساعات المقبلة، وصولاً إلى التوترات الأمنية المتنقلة بين منطقة وأخرى…

السؤال لماذا هذا التوقيت بالذات؟ فيما يُفترض الحديث اليوم عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأن يكون مجلس النواب وفق العُرف المعمول به، هيئة ناخبة…

مصدر مصرفي لـ”المركزية” يرى في اقتحام مصرفَي Blom وMED “محاولة من قِبَل بعض الجهات السياسية لحَرف الأنظار عن الاستحقاق الرئاسي وإلهاء الناس باقتحام مصرف من هنا وآخر من هناك لاسترداد مبلغ لا يتعدى الـ20 ألف دولار بقوّة السلاح”.

من هنا يلاحظ، أنه “كلما اقتربنا من استحقاق مهم في البلاد، يعودوا ويحوّلون الأنظار إلى جمعية المصارف والمصارف ككل والإيحاء بأن عندها “الحل والربط” ومنها تنطلق معالجة الانهيار المالي والاقتصادي في البلاد!”.

“إنه توقيت غريب يُثير كثير من التساؤلات” يقول المصدر، “الهدف منه إلهاء اللبنانيين وتحويل اهتمامهم من السؤال عما إذا كانت هناك انتخابات رئاسية أم لا، إلى متابعة عمليات اقتحام المصارف بقوّة السلاح”.

وإذ يستبعد إضراب المصارف غداً، يسأل “هل المطلوب إقفال المصارف؟ ماذا لو ألحق مُقتحمو المصارف الأذى بأحد موظفيها وتمت إراقة الدماء وزهق الأرواح! هل ستتحرّك القوى الأمنية في هذه الحالة؟! لماذا لا تسارع إلى ردع الاقتحام في حينه؟ هذا سؤال مطروح بقوّة أمام مشهدية اليوم…”.

في ضوء هذه التطورات، يبقى السؤال عما إذا كانت المصارف ستقف مكتوفة الأيدي، ينتظر كلٌ منها دوره… أم سيتخذ كل مصرف على حدة التدابير الخاصة به بما يتلاءم مع حيثياته وأوضاعه ومصالحه؟