IMLebanon

تقاطع داخلي – دولي على التشكيل.. استباقا للشغور الرئاسي!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

بعد ركود في المستنقع الحكومي استمر أشهرا، تحرّكت فجأة المياه داخله مُثيرة موجة اخبار ايجابية عن تأليفٍ وشيك لا بل وشيك جدا قد يتم انجازُه في الايام العشرة المقبلة اي قبل نهاية ايلول الجاري.

وفق ما تكشف مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن اكثر من عامل محلي وخارجي لعب دورا في كسر الجمود الحكومي بعد فترة من الاشتباك الحاد بين الفريق الرئاسي من جهة والسراي من جهة اخرى، الذي حال دون التشكيل وتسبب في إبقاء عربة التشكيل مشلولة رغم اللقاءات التي حصلت بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي. غير ان هذا الواقع الخلافي تبدّل في الايام الماضية ودفع بميقاتي الى ان يقول لدى مغادرته قصر بعبدا منذ نحو اسبوع، انه في المرة المقبلة لن يخرج منه الا بعد تأليف الحكومة. ووفق المصادر، حزب الله لعب دورا في ترطيب الأجواء والدفع للتشكيل. فهو يريد حكومة مكتملة الصلاحيات ليُبعد عنه “وجعة راس” الصراع على الصلاحيات في الفترة المقبلة، خصوصاً خلال الشغور الرئاسي، بما ان الازمة المعيشية لا تحتمل تعقيدات اضافية في السياسة، وقد بات شارعُه يغلي ويكاد ينفجر… فضَغَطَ على حليفه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ليسير بخيار تعويم الحكومة الحالية مع ادخال بعض التعديلات الطفيفة اليها تطال بعض وزرائها، لا اكثر ولا اقل.

هذا في الداخل. اما في المعطى الخارجي، فدخولٌ فرنسي – اميركي على الخط اللبناني للدفع ايضا في اتجاه تشكيل الحكومة لتتولى ادارة البلاد المنهارة، ولو بالحد الادنى، في الفترة المقبلة، بما ان غياب الحكومة الفعلية سيعزز سيناريوهات الفوضى اكان اقتصاديا وماليا ومعيشيا او حتى امنيا وقد رأينا نموذجا عنها في عمليات اقتحام المصارف يوم الجمعة، وفي طرابلس في الساعات الماضية.

هذا التقاطع الذي يتلاقى في الهدف اي التأليف، من دون ان يكون منسّقا بين الحزب والدول الكبرى، له خلفيّة واحدة واضحة ايضا، لكنها مقلقة وغير مطمئنة. فالجانبان، اي حزب الله والمجتمع الدولي، استعجلا تشكيل حكومة لمعرفتهما بأن لبنان يسرع الخطى نحو شغور رئاسي يبدو سيكون طويلا. من هنا، وفي محاولة منهما لتعزيز الاستقرار في لبنان، بالحد الادنى، ضغطا للذهاب نحو تأليف الحكومة.

واذ تشير الى ان الملف اللبناني سيكون مدار بحث في الايام المقبلة في الأمم المتحدة بين دبلوماسيين اميركيين وفرنسيين وسعوديين، وربما شارك ميقاتي في جانب من هذه اللقاءات خلال وجوده في نيويورك، تلفت المصادر الى ان الحكومة مرجّحٌ ان تبصر النور قريبا الا ان هذه الولادة ليست في الجيب بعد. فمَن يدري، قد يصرّ الفريق الرئاسي وباسيل على الثلث المعطل في الحكومة او على تسمية الوزراء المستَبدلين او على معرفة مَن هو رئيس الجمهورية المقبل، مقابل توقيع مراسيم التأليف.