IMLebanon

أسهُم الاتفاق “ترسيميا” ترتفع.. وخيار الحرب طُوي؟

كتبت لينا يونس في “المركزية”:

لم يحمل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله السبت تصعيدا او جديدا في موقف الحزب من قضية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. فهو كرر القول انّ لبنان أمام فرصة ذهبية وتاريخية لاستخراج الغاز والنفط لمعالجة أزمته، مشدداً على ضرورة ألا يحصل الاستخراج من حقل كاريش قبل حصول لبنان على “مطالبه المحقّة”. وأكّد أنّ الخط الأحمر لدى الحزب هو بدء استخراج النفط والغاز من كاريش، قائلاً “عيننا على كاريش وصواريخنا كذلك”.

في المقابل، استدعى كلام نصرالله ردا من تل ابيب بقي ايضا ضمن السقوف التي اعتمدتها اسرائيل في التعاطي مع تهديدات الحزب في الآونة الاخيرة، هذا ان لم يكن حمل تراجعا عنها. فقد حذّر مسؤول عسكري إسرائيلي حزب الله، من أنه إذا قام بتنفيذ تهديداته بمهاجمة إسرائيل، فسيواجه ردًا قاسيًا. ونقل موقع “إيران إنترناشيونال” عن المسؤول العسكري الإسرائيلي الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه، قوله إن “إسرائيل تواصل في هذه الأيام، المحادثات لترسيم الحدود البحرية بينها وبين لبنان”.وأضاف أن “أولوية بلاده هو الحل الدبلوماسي وليس العسكري”. ووفقا للمسؤول الإسرائيلي “إن تهديدات حزب الله ستعود بالضرر أولًا على الشعب اللبناني واقتصاد واستقرار لبنان”.

هذا الاخذ والرد “الناعم” بين الطرفين، وفق توصيف مصادر دبلوماسية، المعزّز بعدم اتيان نصرالله على الحديث في كلمته الاخيرة عن مهلة ايلول، يؤشر بوضوح الى ان نوايا التصعيد والمواجهة العسكرية انكفأت عندهما، لترتفع في المقابل حظوظ المفاوضات الدبلوماسية.

وفي وقت تلفت عبر “المركزية” الى ان هذا التروّي سيسمح للجانب اللبناني بدرس العرض الإسرائيلي الاخير بهدوء كما انه سيحرّك الوساطة الاميركية بقيادة اموس هوكشتاين، تشير المصادر الى ان تل ابيب تفعّل اتصالاتها لتعبيد الطريق سياسيا وتقنيا امام بدئها بالتنقيب.

فبينما زيارات مسؤوليها الى واشنطن لا تنقطع، افادت هيئة البث الإسرائيلية السبت، بأن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، سيزور فرنسا للقاء مستشار الرئاسة الفرنسية لشؤون الأمن القومي، للبحث في النزاع على حقل كاريش والتحديات على الحدود مع لبنان.

ووفق المصادر، فان الرجل لن يدرس فقط دور الشركات الفرنسية في التنقيب وملفَ نقل الغاز الإسرائيلي الى فرنسا واوروبا فحسب، بل سيطلب ايضا من باريس استخدامَ علاقاتها مع حزب الله- وهي على تواصل دائم معه ومع ايران- لثنيه عن اي تصعيد ولإقناعه بأن في الاتفاق افادة للبنان بينما اي مواجهة ستكون مكلفة للحزب وللبنانيين، ولو كانت لمجرد تنفيس الاحتقان.

ولتثبيت الاجواء التهدوية هذه اذا جاز القول، أكدت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى السفيرة باربرا ليف “أننا نشهد تقدما في المناقشات في موضوع (ترسيم) الحدود البحرية، ويظهر الجانبان مشاركة جيدة وبنّاءة”. وقالت: أتحدث ومبعوثنا الخاص اموس هوكستاين في شكل منتظم، وهو ملتزم جداً بحل هذه المسألة إذا كان الجانبان يرغبان في ذلك والأمور تسير على ما يرام حتى الآن”، مضيفة “تتقلص الهوة بين الاختلافات”

بعد مستجدات الويك اند اذا، يمكن القول ان حظوظ الاتفاق بين بيروت وتل ابيب باتت أعلى من احتمال الحرب. فلنأمل ان تبقى كذلك وألا تتبدل حسابات ايران لبنانيا، تختم المصادر.