IMLebanon

عشية الانتخابات… باسيل يسترضي السنّة والعرب؟!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

في اطار حركته السياسية الهادفة الى تعزيز حظوظه الرئاسية، سُجلت زيارة لافتة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى دار الفتوى امس على رأس وفد من التيار. وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ان الزيارة الى كونها لافتة شكلا وتوقيتا، فإن لغة باسيل بعدها كانت لافتة ايضا.

فقد أكد “الوقوف إلى جانب مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ودار الفتوى لناحية التمسّك بالدستور ووثيقة اتفاق الطائف”، لافتًا إلى أن “من الضروري استكمال هذا الاتفاق ومعالجة الثغرات فيه وتطويره بما يتفّق عليه اللبنانيون”. وقال باسيل “لا خلاف على هوية لبنان العربيّة وهناك تيقّن دائم من قبلنا أنّ لبنان بحاجة إلى احتضان كامل من الدول العربية ونرفض تدخل لبنان في شؤون الدول العربيّة فلبنان “بيكفي يلّي في” ولا مصلحة للبنان بالتدخل أو جلب أعداء له من أي دولة عربية حفاظاً على سيادة البلد وصوناً للهوية”. وأضاف “ندعو الى تأليف حكومة كاملة الصلاحيّات في ظل ما يمّر به البلد، والفراغ في رئاسة الجمهورية مميتٌ، وخوفًا منه قدّمنا مقاربة جديدة على حساب مصلحتنا من دون أن نتنازل عن تمثيل رئيس الجمهوريّة والمطلوب التوافق على الرئيس ومن المهم ان يملك تمثيلا”.

وفق المصادر، فإن باسيل يدرك ان المرشحين الرئاسيين المطروحة اسماؤهم في الكواليس السياسية، يتفوّقون عليه في حجم قبولهم “سنيا” في الداخل، وعربيا وخليجيا في الخارج. انطلاقا من هنا، فإنه أصرّ على زيارة الدار، التي احتضنت منذ ايام قليلة لقاء سنيا نيابيا لم يكن ظُلّ السعودية بعيدا منه اطلاقا، علّ هذه الزيارة تؤسس لفتح صفحة جديدة بين الطائفة من جهة والتيار الوطني الحر ورئيسه من جهة اخرى، وقد تدهورت العلاقة بشدّة بين الجانبين في الفترة السابقة بفعل التوتر بين العهد والرئيس سعد الحريري الذي فضّل في نهاية المطاف تعليق مشاركته في الحياة السياسية.

ورأى باسيل في زيارته دار الفتوى مناسبة لمغازلة الدول العربية والخليجية عموما والسعودية خصوصا، وإسماعها ما يطيب لها سماعه، في مسعى واضح لإبلاغها بأنه، في حال وصل الى سدة الرئاسة الاولى، فإنه لن يرضى بتدخل اي طرف لبناني في شؤونها، خاصة وأن الرياض رسمت في الأيام الماضية “بروفايل” للمرشح الرئاسي الذي تطلبه لتعاود مسار التعاون مع الدولة اللبنانية اذا وصل الى القصر، وأبرز معالم هذا الرئيس ان يكون سياديا يمنع تصدير كلّ ما يعكّر امن الدول العربية، من لبنان. وقد اكد وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان من نيويورك مطلع الاسبوع دعم المملكة لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، مشددا على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على أراضي لبنان وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة لخروج لبنان من أزمته الاقتصادية والسياسية. ودعا، أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، إلى ألا يكون لبنان نقطة انطلاق لتهريب المخدرات والجرائم الأخرى التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها.

باسيل اذا تتابع المصادر، يحاول تلميع صورته في عيون السنّة والعرب، ومعالجةَ إحدى ابرز نقاط ضعفه “رئاسيا”.. لكن هل يمكن ان تبدّل “مواقفه الجميلة” هذه، مواقفَ الاطراف المعنية، منه، سيما بعد تجربة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا، التي “لُدغوا” منها بقوة؟