IMLebanon

حظوظ ترشيح معوض ترتفع… هل يُحقق رئاسيًّا ما مُنع عنه والده؟

كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”: 

أبعد من خلفيات توجيه رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة الى جلسة انتخاب رئيس جمهورية غدا واهدافه العلنية والمُضمرة، في خطوة فاجأت الاقربين منه قبل البعيدين، والى اهميتها وحتميتها دستورياً، توقفت مصادر سياسية تراقب تطور الملف الرئاسي عن كثب عند اختيار بري توقيت الدعوة في حد ذاته وقفزه فوق شرط التوافق الذي طرحه قبل ايام، وهو المعروف عنه تشبثه بمواقفه، ذاهبة الى حدّ التساؤل عما اذا كانت ثمة قطبة مخفية خلف الدعوة، نسجها بري بخيوط حنكته المعهودة ليؤمن من خلالها وصول شخصية يرى فيها الصفة التوفيقية التي تملك من المؤهلات والموقع وشبكة العلاقات العربية والدولية ما يؤهلها للمرتبة الرئاسية الكفيلة باطلاق قافلة العمل نحو محطة الانقاذ.

ففيما بات معروفاً ان الثنائي الشيعي لن يرشح رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لأسباب يعرفها باسيل قبل غيره، ويتجه الى ترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجيه، ولئن كان مدركا ان حظوظ انتخابه غير متوافرة، تبدو اتصالات القوى السيادية من حزبية، قوات وكتائب لبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، والنواب السنّة الذين اجتمعوا في دارة السفير السعودي في اليرزة السبت الماضي، متجهة الى تتويج مشاوراتها بالاتفاق على مرشح واحد هو على الارجح النائب ميشال معوّض الذي، بحسب ما ابلغت المصادر اياها “المركزية”، يتقدم على سائر الاسماء المطروحة في عدد النواب المؤيدين ترشيحه.

وتفيد المصادر بان معوض قد لا يكون بعيدا من بعبدا، ولو ان التوقعات لا تتعدى احيانا التكهنات، بيد انه يبقى مرشحا قويا نسبة لتوافق شريحة واسعة من الكتل النيابية حوله اولا، ولعدم رفضه من الاخرى باعتباره غير استفزازي ويحظى بدعم واسع في الداخل والخارج وقد نسج شبكة علاقات تمتد من العرب والخليج الى اوروبا واميركا. كل ذلك معطوف على كونه شهابي المنشأ، اذ يتحدر من بيئة تربّت على الانتماء للوطن اولا وتأييد حياد لبنان عن المحاور، ما مكّنه من خلافة والده الرئيس الراحل رينيه معوض الذي ابت ايادي الشر المتربصة بلبنان ان تفتح امامه درب انقاذ الوطن بعيد انتخابه رئيساً للجمهورية بعد اتفاق الطائف في 5 تشرين الثاني 1989 في مطار القليعات في الشمال، فاغتالته يوم عيد الاستقلال، أي بعد سبعة عشر يوماً من انتخابه،اثر خروجه من القصر الحكومي الموقت في الصنائع آنذاك.

واذا كان سيناريو جلسة الغد الرئاسية شبه معروف لجهة انتهائها بعدم انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية، فإن ما قد يليها من جلسات تبقى سيناريوهاته ضبابية في انتظار نضوج الطبخة التي يشارك فيها الرئيس بري عن بعد او عن قرب من خلال  خط تواصل مفتوح مع مختلف القوى السياسية الممتدة من المختارة الى معراب فالضاحية.

فهل سقوط الترشيحات الهزيلة في جلسة الغد، وطي صفحة تبنيها من قبل البعض، لمصلحة الأقوى منها، قد يشكل المعبر الى وصول شخصية مقبولة من الغالبية او الاكثرية النيابية الى قصر بعبدا؟ شخصية سيادية قادرةعلى التفاوض والحوار، موضع ثقة من مختلف الفاعليات، خطها الوطني واضح، متشبثه بالثوابت والمسلمات الوطنية التي جسدها فعل إيمان في كل عمل سياسي داخل الوطن أو خارجه. شخصية تكون رمزاً للاعتدال متفهمة لعمق وأبعاد وأصول اللعبة السياسية في لبنان والشرق الأوسط،تشبه بمواصفاتها الرئيس الياس سركيس الاعتدالي التوافقي خيارا ومشروعا، وتواكب تحديات المرحلة فتحسن ادارة الازمة وتخرج لبنان من جهنمه.

الاكيد المؤكد، تختم المصادر ان من بين المرشحين او مَن سيعلن ترشيحهم غدا، شخصية تتمتع بهذه المواصفات، او بالاساسية منها على الاقل، فهل تتقاطع مصالح القوى الوطنية الولاء على الاقل، عند نقطة انتخابها في لحظة مصيرية وجودية، عليها قد يتوقف مستقبل لبنان؟