IMLebanon

زمن التمييز الأوروبي بين جناحي “الحزب”… انتهى؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

أقرّ مجلس النواب الأميركي في 22 ايلول الجاري، مشروع قرار “قاس” في حق حزب الله، يطالب فيه الاتحاد الأوروبي بإدراج “ميليشيا حزب الله بجناحيها السياسي والعسكري على قائمة المنظمات الإرهابية”، وهو ما فعلته الولايات المتحدة منذ سنوات. ووفق المعلومات، فقد حث العضو الديمقراطي “تيد دويتش” أوروبا على اتباع نهج الولايات المتحدة في تصنيف الجناح السياسي للحزب، على قوائم الإرهاب. ودعا النائب الى منع جناح الحزب السياسي من العمل بحرية في بعض دول أوروبا، وملاحقة شبكاته الإجرامية، باعتبارها تحمل صفة الإرهاب. ويهدف القرار بشكل رئيسي الى عرقلة جهود الحزب في جمع الأموال حول العالم، وتخفيف الدعم الذي يتلقاه بهدف إضعافه. وأشار المشروع إلى الدعم الذي تقدمه “الميليشيا لنظام بشار الأسد”، والى “نشاطاتها في اليمن والعراق، وسلوكها المزعزع للاستقرار في لبنان، وارتباطها بانفجار مرفأ بيروت”.

ليس بعيدا، وقبل هذا القرار باسابيع، أكّد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النوّاب الأميركي مايكل ماكول، عبر الصفحة الرسمية لمجلس النوّاب الأميركي للشؤون الخارجية على موقع “تويتر”، أنّ نقل إيران للمسيّرات المتطورة إلى وكلاء إرهابيين وفاعلين من لبنان إلى اليمن يقوّض الأمن الوطني للولايات المتّحدة ويزعزع استقرار الشرق الأوسط. وأضاف أنّ قانونه لـ “وقف الطائرات الإيرانية المسيّرة” سيمنع انتشار الطائرات بدون طيار الإيرانية الخطيرة.

وتأتي هذه المواقف “النيابية” الاميركية في ظل عقوبات اقتصادية تصدر في شكل دوري عن الخزانة الأميركية في حق افراد وكيانات مرتبطة بحزب الله تدعمه او تساعده في شكل او في آخر. وتعكس هذه المعطيات، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، تشددا اميركيا مستمرا، مع حزب الله، تشددا تبدو الادارة الاميركية عازمة على الذهاب به الى حدود اكبر واوسع بحيث ستكثف واشنطن مساعيها على الساحة الدولية، لتضييق الطوق اكثر على حزب الله، وزيادة عزلته.

وفي وقت الاتحاد الأوروبي لم يحسم امره بعد من هذا المطلب الاميركي، تتحدث المصادر عن مؤشرات الى قناعة بدأت تتكون لدى عواصمه، بأحقية الحزم الاميركي في وجه الحزب بجناحيه.

هذه القناعة تباشيرها بدأت بالظهور مع موقف فرنسا – وهي من الدول الاكثر مرونة وليونة عادة تجاه الحزب – من الملف اللبناني والذي بدا واضحا في البيان الثلاثي الاميركي – الفرنسي – السعودي الاخير. فباريس تبنّت فيه وبوضوح، الموقف الاميركي – السعودي من الحزب وسلاحه.

فهل يمكن القول ان مرحلة التحاق القارة العجوز بركب الرؤية الاميركية – السعودية الى الحزب اقتربت واقترب معها زمن الانتهاء من التفريق بين جناحيه العسكري والسياسي؟