IMLebanon

“الحزب” خلف الدولة ترسيميا: ارتضى الاعتراف باسرائيل؟!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”: 

منذ انطلاق قطار الوساطة الاميركية لترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل،  اصطف حزب الله خلف الدولة اللبنانية واعلن دعمه موقفها. هو التزم بهذا التوجه التزاما كاملا ولم يخرقه الا شكليا من خلال مسيّرات غير مسلحة ارسلها الى كاريش، بدا الغرض منها الاستعراض والاستثمار الشعبي الداخلي لا اكثر، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

نهاية الاسبوع الماضي، وفي كلمة القاها السبت، جدد نصرالله وقوفه وراء لبنان الرسمي، وقال: في موضوع الحدود البحرية وحقوق النفط والغاز، بعد أشهر من الجهد والنضال السياسي والميداني والاعلامي، شاهدنا اليوم ان الرؤساء تسلموا النص المكتوب من الجهة الوسيطة. وتابع “كنت أردد دائما ان الدولة هي التي تأخذ القرار المناسب الذي تراه لمصلحة لبنان ونحن امام ايام حاسمة في هذا الملف”. واضاف “سيتضح خلال الايام المقبلة ما هو موقف الدولة اللبنانية ونحن نأمل ان تكون خواتيم الامور جيدة وطيبة للبنان واللبنانيين جميعا”. واوضح ان “اذا كانت النتيجة طيبة فإن ذلك سيفتح آفاقا جديدة وطيبة للبنانيين ان شاء الله وهذا سيكون نتاج التعاون والتضامن الوطني”.

على ما يبدو، تتابع المصادر، فان الامور تتجه اليوم نحو اعلان التوصل الى اتفاق بين لبنان واسرائيل، ولو تأخر هذا الاعلان بعض الشيء اذا استمر الاشتباك الإسرائيلي- الإسرائيلي الداخلي حول الملف، لغايات شعبوية عشية الانتخابات المرتقبة في الكيان العبري. وهذا الاتفاق، وفق المصادر، سيكرس هدوءا على الجبهة البحرية الجنوبية برضى الحزب ومباركته وسيتيح تنقيبا هادئا عن الغاز والنفط اكان في الحقول الإسرائيلية او اللبنانية. وما يجب ان يعرفه الجميع، وما سيتظّهر بصورة اوضح في قابل الايام والاسابيع، هو ان حقل قانا – الذي يكثر الحديث عن انه سيؤول الى لبنان كاملا وان شركة توتال ستدفع من ارباحها تعويضا لاسرائيل عن الحصة التي تطالب تل ابيب بالحصول عليها من الحقل العتيد – سيتشارك في الواقع لبنان واسرائيل ارباحَه، ولن تكون اي هدايا تقدمها للاخير شركةُ “توتال”.

الى ذلك، فإن عدم توقيع اتفاق واضح بين الطرفين، لا يعني ان لبنان لم يفاوض الكيان العبري وإن بالواسطة، ولا يعني انه لم يعترف باسرائيل كدولة وبسيادتها على المياه الاقليمية.

اما الملاحظة الاهم التي يجب الا تغيب عن الاذهان لدى مناقشة ملف الترسيم، فتكمن في ان الاتفاق ما كان ممكنا وان المفاوضات ما كانت لتنطلق اصلا، لو ان لبنان لم يتنازل عن الخط ٢٩ ويكتفي بالخط ٢٣.

في عود على بدء، تتابع المصادر، الحزب وافق على كل هذه النقاط وسار بها، مُصرّا، لمرة من النوادر في تاريخه، على الوقوف خلف الدولة، لا اكثر.. فهل يمكن القول ان حزب الله الذي لطالما زايد على اللبنانيين بوطنيته ووزع عليهم شهادات بالوطنية، ارتضى الاعتراف بتل ابيب، بشكل او بآخر ؟ وبأي مقابل؟ هل مقابل ثمن سياسي ما سيتقاضاه في الداخل او مقابل ارباح اقليمية ما لايران؟