IMLebanon

مزايدات اسرائيلية.. الوساطة تهتز ولا تقع!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

اهتزت الوساطة الاميركية لترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، الا انها لم تقع. هذا ما تكشفه مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، مشيرة الى ان الفرملة هذه مرحلية، وهي نتيجة حسابات انتخابية داخلية اسرائيلية.

ففي الكيان العبري، كان رهان حكومة يائير لابيد على ان تنجح الاتصالات الاميركية في ثني رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو عن إقحام ملف الترسيم في السوق الانتخابية، الا ان رهانها خاب واستخدم نتنياهو المفاوضات ورقة اساسية في معركته مصوّرا إياها كتنازلٍ قدّمه لابيد ليس فقط للبنان بل لحزب الله.

هذه التهمة الثقيلة، تتابع المصادر، لم يتمكن لابيد من تحمّلها عشية توجّه الاسرائيليين الى صناديق الاقتراع. من هنا، ولردّها عنه، قرر امس رفع السقف وإعلان رفضه ملاحظات بيروت على اقتراح الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين. هذا الموقف، لا يعني ان الاتفاق انتهى او سقط، بل يعني انه سيدخل في مرحلة أخذ ورد جديدة بين لبنان واسرائيل، بوساطة هوكشتاين، لتضييع الوقت الى حين امرار الاستحقاق الاسرائيلي الانتخابي.

ووفق المصادر، فإن الجواب الاسرائيلي “السلبي” لا يطال جوهرَ الملاحظات اللبنانية – التي قد يكون لتل ابيب ملاحظات في شأنها – بقدر ما تريد منه إظهارَ نفسها غير راضخة للبنان او متنازلة امامه، كما يتهمها نتنياهو.

انطلاقا من كل هذه المعطيات، تشير المصادر الى ان الاتفاق قد تتأخّر ولادته الى ما بعد الانتخابات، اي الى تشرين الثاني المقبل، وإدارةُ لابيد، في حال عادت الى الحكم، ستستأنف مفاوضاتها من حيث انتهت لإبرامه وتوقيعه.. اما اذا فاز نتنياهو، فعندها حديثٌ آخر، لان الاخير يرفض منطق الاتفاق وروحيته..

لكن في الاثناء، تتابع المصادر، فإن الجبهة اللبنانية – الاسرائيلية قد تشهد بعض التحركات والمناوشات، الا انها لن تنزلق الى حرب مفتوحة. فحزب الله قد يتحرّك ضد اسرائيل ويُرسل اليها مسيّرات او بضعة صواريخ، الا ان هذا التحرّك سيكون موضعيا ومحدودا وأهدافُه شعبوية، يريد من خلاله حزب الله القول لبيئته ان اسرائيل لا تزال العدو، خاصة في ظل الاتهامات الموجهة اليه بأنه ارتضى الاعتراف بالكيان العبري من خلال توقيع اتفاق معه وتقاسم الثروات النفطية معه ايضا.

اسرائيل بدورها، قد تصعّد ضد الحزب، وفي شكل “استباقي” ربما، لكن هذه الضربة المحدودة سيكون هدفها ايضا تلميعُ صورة لابيد وإدارته في عيون الناخبين الاسرائيليين.

المفاوضات ستوضع اذا في الثلاجة لفترة قد تتخللها بعض المناوشات، الا ان التوجه الغالب هو لانتعاشها ولاقرار الاتفاق بعد تشرين، تختم المصادر.