IMLebanon

المنظومة تسنّ أسنانها.. هل من خطة لحماية الثروة النفطية؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

تمكنت الاتصالات الاميركية المكثفة على خط بيروت – تل ابيب، في الايام الماضية، من تحقيق خرق ايجابي في مسعى واشنطن للتوصل الى اتفاق لترسيم الحدود بين الجانبين.

اليوم، سلّم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب رئيس الجمهورية النسخة الرسمية النهائية المعدلة للاقتراح الذي كان تقدم به الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للاتفاق في شأن الحدود البحرية الجنوبية. واعتبرت رئاسة الجمهورية أن الصيغة النهائية لهذا العرض، مرضية للبنان لا سيما وانها تلبي المطالب اللبنانية التي كانت محور نقاش طويل خلال الأشهر الماضية وتطلبت جهدا وساعات طويلة من المفاوضات الصعبة والمعقدة. ورأت الرئاسة ان الصيغة النهائية حافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية وذلك في توقيت مهم بالنسبة الى اللبنانيين. وأملت رئاسة الجمهورية في بيان، أن يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في اقرب وقت ممكن.

اما رئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد، فقال: الاتفاق مع لبنان إنجاز تاريخي سيعزز أمن إسرائيل ويضخ المليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن استقرار حدودنا الشمالية وسيتم عقد اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة وللحكومة الأربعاء للموافقة على الاتفاق، فيما افادت رويترز ان اسرائيل قد تعلن موافقتها النهائية على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان في غضون 3 أسابيع.

وفي انتظار ما ستحمله الايام المقبلة من تطورات على هذا الصعيد، حيث يكثر الحديث عن توقيعٍ وشيك لاتفاقٍ بين الطرفين برعاية الامم المتحدة في الناقورة، تتوقف مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”، عند رهان اهل المنظومة الكبير، على التوصل الى اتفاق وعند اعتبارهم ان الثروة النفطية ستشكل مدخلا الى انقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية.

امس، اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امام زواره ان “الوصول الى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعني انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الامر الذي سوف يحقق بداية دفع جديد لعملية النهوض الاقتصادي”.

قبله، تحدّث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالمنطق عينه، فقال عن الترسيم في خطاب القاه مطلع تشرين الجاري “نأمل أن تكون خواتيم الأمور جيدة وطيبة واذا وفّق الله لنتيجة جيدة وطيبة فذلك سيفتح أفاقا كبيرة وواعدة للشعب اللبناني، واليوم ان شاء الله هذا الملف اذا وصل الى النتيجة المطلوبة سيكون نتاج الوحدة والتعاون والتضامن الوطني، في ناس للأسف لا يريدون للموضوع أن يتم لأنهم لا يرون فيه الا الموضوع الحزبي، لكنه حصيلة نموذج استخدام عناصر القوة المتاحة لدينا”.

واذ يستوقفها إجماع القوى الحاكمة، ومنها حزب الله، على تمني النجاح والتوفيق للوساطة التي تتولاها الولايات المتحدة او “الشيطان الاكبر”، تشير المصادر الى ان هؤلاء يستعجلون الترسيم علّ هذا “الانجاز” يساعدهم في تعويم انفسهم وتبييض صفحتهم امام اللبنانيين، بعد ان اوصلوهم بأدائهم وفسادهم اكان في ادارة الادارات والوزارات والقطاع العام او في تغطيتهم فلتان الحدود وتهريب البضائع والاموال والسلاح عبرها، الى الحضيض. ليصلوا الى مرحلة التنقيب واستخراج الغاز.

لكن بحسب المصادر، فإن القوى المجتمعية والسياسية يجب ان تكون صفا واحدا في منع وقوع ادارة الثروة الموعودة، في يد الطبقة التي أثبتت مدى فسادها وعدم اهليتها او كفاءتها، لأن عائدات النفط والغاز ستكون مهددة بالضياع وسيتم تبديدها من دون ان تعود بالفائدة على لبنان واللبنانيين بشيء، في حال تمكّنت المنظومة غير الامنية، من وضع يدها على هذا الملف. والجدير ذكره، تتابع المصادر، هو ان احزاب السلطة “تسنّ أسنانها” منذ الآن، وتحاول حجز مقاعد لها في الوزارات المقبلة، كي تستفيد من الثروة العتيدة… عليه، الحذر ضروري وبداية حمايتها ومنع هدرها، تكون بالمطالبة بانشاء صندوق سيادي يحفظ موارد لبنان المحتملة، وإلا فعلى النفط والغاز السلام، تختم المصادر!