IMLebanon

الترسيم: صفقة أميركيّة – إيرانيّة تُسلّم لبنان لـ”الحزب”؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

عقب المرونة غير المسبوقة التي أبداها حزب الله تجاه اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان واسرائيل، بدأ الحديث في بعض الصالونات السياسية والدبلوماسية عن صفقة أبرمت بين الولايات المتحدة من جهة وطهران من جهة ثانية، سيتم بموجبها تلزيم لبنان الى حزب الله، من ضمن تقاسم الحصص بين العواصم الكبرى على طاولة مفاوضات فيينا المتعثرة.

فلو لم يكن الوضع كذلك، لكان حزب الله ليُظهر تشددا في التعاطي مع الترسيم، ولكان بدّل تعاطيه مع مفاوضات الترسيم، رأسا على عقب، حيث كان مثلا ليَرفض التنازلَ عن الخط ٢٩ وليُصرّ على ضمان اكبر كمية من الحقوق للبنان، رافضا اكتفاء الدولة بالخط ٢٣.

الا ان ذلك كله لم يحصل، والحزب الذي يرفض السكوت عن احتلال مزارع شبعا ومساحتها 336 كيلومترا مربعا، صمَت عن تخلي الدولة عن 1400 كيلومتر مربع في البحر بتنازلها عن الخط 29 لصالح الخط 23، وأطل الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله على اللبنانيين الثلثاء متحدثا عن اتفاق تاريخي تحقق وعن عرس وطني، اي انه لم يكتف بالحديث بعبارات وكلمات “عادية” عن التفاهم الذي حصل.

هذه الفرحة المُبالغ بها، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” تجعل الخشية من صفقةٍ ما، تم ابرامها مع ايران، سيتقاضى الحزب ثمنها في الداخل اللبناني، سياسيا وفي غير السياسة، مشروعة.

ففي الساعات الماضية، يبدو طرأ تغيير على الموقف الاميركي مثلا من النفط الايراني، الذي صار استيراده الى بيروت مقبولا. امس، قال عنه وزير الطاقة وليد فياض: نتحدث عن فيول يشكل حاجة شركة كهرباء لبنان لانتاج طاقة أرخص للبنانيين. وفي الوقت نفسه، ستكون هبة من ايران. وأعربنا عن رغبتنا في متابعة هذا الموضوع، خصوصا أنه لا يترتب عليه أي عقوبات كونه هبة. وحصلنا من وزارة الخارجية على تطمينات حول السير قدما في هذا الملف، وعلى توجيهات من رئيس الوزراء لمتابعته. ونحن في طور صياغة اتفاقية تفصيلية بالنسبة للهبة حول مواصفات الفيول للتأكد من كونه مناسبا لمحطاتنا. وعندما تجهز الاتفاقية تكون هناك إمكانية لتنفيذها، والطرف الإيراني يقوم بإعداد التفاصيل حولها”.

هذه الهبة التي كانت تثير المخاوف من غضب اميركي، باتت طريقها سالكة اذا، ووصولُها الى بيروت سيقوي موقف حزب الله في الداخل اللبناني وسيقدم اليه هدية وخدمة كبيرة، وفق المصادر.

فهل يمكن ان تتمدد هذه المرونة الاميركية نحو الملف الرئاسي مثلا، فيُسمح لحزب الله، بـ”قبّة باط” دولية – اميركية، بانتخاب رئيسٍ قريب منه، كمكافأة له لأنه فَرَش دربَ الوساطة الاميركية للترسيم، بالورود؟ ام ان التعاطي الدولي المتشدد مع لبنان اصلاحيا و”سياديا” باق على حاله ولن يتأثر بمناخات “العسل” الترسيمي الاميركي – الاسرائيلي – “الحزب الهي”؟