IMLebanon

بعد الترسيم: هل تدخل واشنطن بزخم أكبر على خطّ الاستحقاقات؟

جاء في “المركزية”:

الأولوية الاميركية لبنانيا محصورة حتى الساعة، بملفين اثنين. الاول: ترسيم الحدود، والثاني: دعم الجيش والاجهزة الامنية، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مراقبة لـ”المركزية”.

على الصعيد الاول، نجحت واشنطن في ابرام اتفاق بين لبنان واسرائيل لترسيم الحدود والبدء بالتنقيب عن النفط والغاز، بسلام وهدوء، بعيدا من اي تهديدات مِن حزب الله وسواه، للعملية هذه، التي تحتاجها اوروبا وبلاد العم سام على حد سواء، لمواجهة روسيا ودول اوبك + ، اللتين وضعتا أمنَ العالم من ناحية الطاقة والكهرباء، على المحك.

وفي سياق إنهاء الاتفاق وترسيخه، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الاربعاء أنّ “الوسيط الأميركي آموس هوكستين سيزور بيروت الأسبوع المقبل حاملاً نسخة من اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ليوقّعه مسؤولون لبنانيون”. وأكد في حديث صحافي ان “هوكستين آتٍ الأسبوع المقبل ومعه الاتفاق الذي سنوقّعه”، من دون أن يذكر متى سيتمّ توقيع الاتفاق. من جهته، قال هوكستين في منتدى استضافه معهد الشرق الأوسط، إنّه “سيزور المنطقة الأسبوع المقبل”، من دون أن يحدّد تواريخ أو وجهات، مضيفاً أنّ “الرئيس اللبناني ورئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد سيقرّران في شأن التوقيع.

اما على خط الحرص الاميركي على امن لبنان وعلى صمود واستمرار المؤسسات العسكرية والامنية في اداء مهامها بأفضل صورة، فالمساعداتُ اللوجستية والمالية للجيش اللبناني، لا تنقطع، والامر نفسه ينسحب على القوى الامنية حيث اعلنت السفارة الاميركية في بيروت الاسبوع الماضي، في بيان صادر عنها ان “منذ العام 2007، استمرّت الولايات المتحدة شريكًا ثابتًا لقوى الأمن الداخلي، حيث قدّمت أكثر من 210 مليون دولار من مساعدات إنفاذ القانون لتقنيات الشرطة الأساسية، والشرطة المجتمعية، ومهارات التحقيق المتخصصة، والتدريب التكتيكي، والإصلاحات المتعلقة بالسجون، والبنية التحتية للاتصالات”… وقالت السفيرة دوروثي شيا في المناسبة “ليس سراً أن هذه أوقات عصيبة للبنان. طوال هذه الفترة الصعبة، كان دعمنا لقوى الأمن الداخلي ثابتًا وسوف يستمر”. وختم البيان بأن “الولايات المتحدة تفخر بمواصلة دعم وتعزيز قوى الأمن الداخلي كمؤسسة مركزية لمستقبل الدولة اللبنانية”.

غير ان هذا الاهتمام الاميركي بالترسيم والامن، لم يظهر حتى الساعة، بالحماسة عينها، على الخط “السياسي” اللبناني، اي ان واشنطن – ورغم شكوى الممانعين عبر مسؤوليهم وإعلامهم، من دور لها في اللعبة السياسية – لا تبدو بعد حاضرةً، على ضفة تشكيل الحكومة او انتخاب رئيس جديد للجمهورية. صحيح ان الولايات المتحدة تطرقت الى هذه القضايا في البيان الثلاثي الاميركي – الفرنسي – السعودي في ايلول الماضي، كما ان شيا تدعو دائما الى اجراء الاستحقاقات في مواعيدها، غير ان اي ضغطٍ اميركي جدي وفعلي لم يُسجّل بعد لدفع الامور في هذا الاتجاه.

فوفق المصادر، لا حركة قوية لشيا او مسؤولين اميركيين رفيعي المستوى، على خط متابعة الاستحقاقات وحثِ المسؤولين على انجازها، علما ان في يد اميركا وسائلَ كثيرة زجرية وعقابية وردعية يمكن ان تستخدمها في وجه مَن يمنعون إجراءَ الانتخابات وتأليف الحكومة ومَن يعتمدون المماطلة والتعطيل للوصول الى غاياتهم.. وفق المصادر، من المرجّح ان تنتقل واشنطن، بعد توقيع “الترسيم”، وربما بعد وقوع الفراغ، الى شكلِ تعاطٍ جديد ومختلِف مع الشؤون والشجون “السياسية” اللبنانية.