IMLebanon

المناخات الايرانية-السعودية تتوتر.. واستحقاقات لبنان تتأخّر!

كتبت لينا يونس في “المركزية”:

ليست الاوضاع بين السعودية وايران في أفضل أيامها. بعد مناخات تهدئة سادت الأجواء بين العاصمتين وبعد جلسات حوار ثنائي عدة جرت بينهما برعاية عراقية، يبدو ان العلاقات تمر راهنا في مرحلة جمود ولا تحرز تقدما حتى انها تنحو نحو التأزم، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها الجمهورية الاسلامية منذ اسابيع، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.

في الساعات الماضية، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الايراني النائب وحيد جلال زاده إنه إذا لم تتوقف السعودية عن دعم الاحتجاجات فإنها “ستواجه إجراءات مضادة من الجمهورية الإسلامية”، مشيراً إلى أن طهران وجّهت رسائل إلى الرياض “عبر دول صديقة”. ونقلت مواقع إيرانية عن جلال زاده قوله “نعتقد أن المملكة العربية السعودية يجب أن تعوض وتتوقف عن دعم مثيري الشغب”. سبق هذا الموقف، بيان لوزارة الاستخبارات الإيرانية وجهاز استخبارات “الحرس الثوري” اتهم السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل ودولا عدة بالوقوف وراء الاحتجاجات.

في الموازاة، أعلن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن الولايات المتحدة قلقة من تهديدات إيران للسعودية وإنها لن تتردد في الرد إذا لزم الأمر. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين وسعوديين قولهم إن السعودية شاركت معلومات استخباراتية مع الولايات المتحدة تحذّر من اعتداءات وشيكة من قبل إيران على أهداف في المملكة. وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة والسعودية ودولاً أخرى مجاورة رفعت من حالة التأهب في صفوف قواتها العسكرية، من دون توفير معلومات إضافية. وقال المسؤولون السعوديون، وفق الصحيفة، إن إيران تخطط لشن اعتداءات على كل من المملكة وأربيل في العراق، وذلك في “محاولة من النظام الإيراني لتشتيت الانتباه عن المظاهرات التي تعم البلاد”. ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض “نحن قلقون من التهديدات، ونبقى على تواصل مستمر مع السعوديين عبر قنوات عسكرية واستخباراتية. ولن نتردد في التصرف دفاعاً عن مصالحنا ومصالح شركائنا في المنطقة”.

في ظل هذه المعطيات غير المطمئنة، تشير المصادر الى ان التوتر الذي أصاب من جديد خط الرياض – طهران، لن تبقى مفاعيله محصورة بالعاصمتين فحسب. فالخشية كبيرة من ان يمتد الى دول الشرق الاوسط حيث لايران أذرع عسكرية، ومنها لبنان والعراق وسوريا واليمن، فتشهد كلّها تصعيدا في أوضاعها المأزومة اصلا، أكان عسكريا او سياسيا. فعلى سبيل المثال لا الحصر، قد تتدهور الاوضاع في الميدان اليمني من جديد وتسقط نهائيا مفاعيل الهدنة التي يحاول المجتمع الدولي احياءها، أما في لبنان، فقد يبتعد أكثر انجاز الانتخابات الرئاسية ويترافق مع تسخين سياسي حول صلاحيات رئيس الحكومة في ظل الشغور، سيتسبب بمزيد من الانهيار الاقتصادي والمالي.. هذا هو ثمن وجود دويلة مسلّحة ذات ولاء خارجي، الى جانب الدولة، تختم المصادر.