IMLebanon

هل كُتِبت الفوضى الامنية على لبنان؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

بحزم وصرامة تحدث قائد الجيش العماد جوزيف عون عن الامن امس، مؤكدا العزمَ على التصدّي لاي مشاريع تخريبية قد يكون البعض يحضّر لها، وترفّعَ المؤسسة العسكرية عن السجالات السياسية. هو لفت إلى أن دخول البلاد في مرحلة الشغور الرئاسي وسط التجاذبات السياسية بين الأفرقاء قد يترافق مع محاولات لاستغلال الوضع بهدف المساس بالأمن، مشيراً إلى أن الجيش غير معني بتاتًا بهذه التجاذبات، ولا ينحاز إلى أي طرف أو جهة، إنما ما يعنيه بالدرجة الأولى هو صون الاستقرار والسلم الأهلي، وقال “لن نسمح باستغلال الوضع وتحوُّل وطننا إلى ساحة مفتوحة لأي حوادث أمنية أو تحركات مشبوهة. ممنوع الإخلال بالأمن، لأنه من الثوابت الأساسية للجيش وسيبقى كذلك”. ودعا العماد عون أصحاب الشأن إلى التحلي بالمسؤولية حفاظًا على المصلحة العامة، كما دعا اللبنانيين إلى الوعي وعدم السماح باستغلالهم والانجرار وراء عناوين وشعارات مشبوهة، لأن الوطن يحتاج الى جميع أبنائه. وأضاف “الوضع الأمني ممسوك، وحماية لبنان مسؤوليتنا. لم نقبل سابقًا أي مساس بالأمن والاستقرار ولن نقبل به اليوم”.

اجتماع القائد مع أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة في حضور أعضاء المجلس العسكري، امس بالذات، غداة وقوع لبنان في قبضة الفراغ، ومواقفه هذه، لم يأتيا من عدم، وفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”. فهو يدرك جيدا ان ثمة ما يُحاك ليس فقط من قِبَل جهات خارجية، انما ايضا من اطرافٍ محليين، لزرع الفوضى في البلاد بما انها تُسعفهم في تحقيق مصالحهم الفردية ومشاريعهم الخاصة، وهذه الفوضى وما يرافقها مِن ضجة وتضخيمٍ في الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، قد تساعدهم ايضا على التخلّص من خصومهم وحرق اورقاهم وتشويه صورهم.

على اي حال، لم يكد القائد ينهي خطابه هذا، حتى انفجر الوضع في النقاش اثر حلقة تلفزيونية على شاشة ام تي في، وقد عرضت المحطة فيديوهات تُثبت ان جمهور التيار الوطني الحر كان أعدّ العدة للتصعيد خلالها، حيث طلب الدعم الشعبي الجاهز في الخارج، فانقضّ جمهوره على معدّات المحطة في الاستديو قبل ان يحطم بعض المحتويات خارجه، ما اضطُر أمن المحطة الى اطلاق النار في الهواء، قبل ان يتدخّل الجيش لاعادة الهدوء. وقد نشر مناصرو “البرتقالي” فيديوهات اتهموا فيها الجيشَ بالاعتداء على شباب التيار.

على الارجح، تتابع المصادر، هذه الحادثة لن تكون الاخيرة في فترة الفراغ خاصة وأن عملية حقن الشارع والجماهير بالخطابات الطائفية والمذهبية التي تتحدث عن افتئات على الصلاحيات والحقوق، مستمرة وتشتد.

فهل “يزمط” لبنان من الانفجار الامني بعد الانهيار الاقتصادي والمالي والسياسي، ام ان البعض مصرّ عليه؟ وهل تجد نداءات “القائد” ومخاطبتُه عقولَ وضمائر “أصحاب الشأن” للتحلّي بالمسؤولية، آذانا صاغية؟ ام ان ما كُتب قد كتب؟