IMLebanon

ما بعد الاعتذار عن “الحوار” كما قبله: أوراق بيضاء ولا رئيس!

جاء في “المركزية”:

النقطة الإيجابية الوحيدة التي تُسجّل لرئيس مجلس النواب نبيه بري من الدعوة للحوار بين الكتل النيابية التي كان مقررا أن تتم انه “تجرأ وسحبها من التداول”. إلا أنه بإلقائه الكرة في ملعب أكبر كتلتين مسيحيتين من تأجيلها أراد أن يرد الصاع صاعين للتيار الوطني الحر. أما القوات اللبنانية فتحفظها مبدأي وقد فندت أسبابه الدستورية وأعلنت أن لا حوار إلا تحت قبة البرلمان فإما أن يحصل هناك على أن تليه جلسة انتخاب رئيس للجمهورية أو لا حوار ولا قبول للدعوة.

وباعتراف المؤيدين لخطوة بري من اطراف المعارضة فإن الوقت ليس من أجل الحوار بل لانتخاب رئيس الجمهورية فقط لا غير. وكان يفترض بحسب رأيهم أن يسبق الدعوة حوار والإتفاق سلفا على المواضيع التي قد تكون في جدول أعمال الحوار. وحده حزب القوات كانت لديه الجرأة بتفنيد دستورية الدعوة.

إذا فعلها الرئيس نبيه بري واعتذر عن عدم السير قدماً بهذا التوجه نتيجة الاعتراض والتحفظ، ولا سيما من كتلتي “القوات”و”التيار” كما ورد في البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لمجلس النواب. فماذا بعد هذا القرار “الجريء”؟.

إحالة تهمة التحفظ على القوات والتيار تحمل الكثير من التجني وإن كان اعتبرها البعض نوعا “من الإيجابية لجهة التوافق على ضرورة إلغاء الحوار”. فالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي لم يكن بدوره متحمساً لهذا الحوار معتبرا أن الوقت الراهن يجب استخدامه وتلقفه فقط لانتخاب رئيس للجمهورية.

وسواء أبلغ الراعي بري بموقفه من الحوار قبل توجهه إلى مملكة البحرين التي تستضيف البابا فرنسيس للمشاركة في منتدى الحوار بين الشرق والغرب الذي تستضيفه المنامة،  إلا أن الأسباب الموجبة التي دفعت بري لإلغاء دعوة الحوار هي خشيته من أن يتحول جوهر اللقاء الذي يفترض أن يجمع الكتل النيابية إلى عزلة.

النائب في كتلة التنمية والتحرير ميشال موسى يؤكد أن الكتلة ستحافظ على الورقة البيضاء في الجلسة المقررة الخميس المقبل لانتخاب رئيس في ظل عدم الإتفاق على إسم مرشح. والمرحلة الراهنة مخصصة للتواصل مع الأفرقاء لتسمية رئيس. ويلفت عبر “المركزية ” إلى أن الأمور ستكمل في مسارها الطبيعي بعد اعتذار الرئيس بري عن السير بدعوة الحوار “وستكون هناك دعوات لعقد جلسات لانتخاب رئيس بشكل دوري إلا إذا وجدت صيغة تشاورية جديدة لحث عملية الإنتخاب.ماذا وإلا ستستمر الأمور على ما هي عليه”.

الإعتراض على دعوة الحوار فتح الباب أمام اجتهادات عديدة لجهة إيجاد مبادرات تساعد ربما على تسريع انتخاب رئيس ومنها تسريب معلومات عن طرح قد يتقدم به نائب رئيس المجلس الياس بو صعب لعقد  طاولة تشاور تكون بديلا عن دعوة الحوار. لكن إذا كانت الحجة بعدم تلبية دعوة بري بأن لا حوار إلا تحت قبة البرلمان والمرحلة الآن محصورة بانتخاب رئيس للجمهورية، فعلى أي أساس سيتم التشاور ووفق أية آلية؟ وهل ستلبي الكتل المعترضة على الحوار دعوة الجلوس إلى طاولة التشاور؟

“المسألة لا تتوقف على المفردات وفكرة طاولة تشاور تحتاج إلى توضيح وبلورة”. ويضيف موسى موضحا: “عندما طرح الرئيس بري فكرة الحوار بين الكتل كان الهدف تحريك المياه الراكدة وإزالة بعض الهواجس للتوصل إلى تفاهم . أما منشأها فجاء على خلفية عدم قدرة اي فريق لبناني على إيصال أي اسم الى سدة الرئاسة من دون حصول توافق بين مختلف الاطراف، من هنا وجد أن التحاور بين الكتل السياسية والنيابية بات ضرورة وحاجة في محاولة لايجاد مخارج للازمة وإنجاز الاستحقاق الرئاسي”.

وعن الدعوة التي أطلقها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أمس من البحرين لجهة عقد مؤتمر برعاية الأمم المتحدة أوضح موسى أن ” المطلوب اليوم انتخاب رئيس وليس الدخول في مواضيع أخرى تزيد الأمور تشنجا أو تعقيدا. بالتالي اللي فينا نعملة بالأمم المتحدة بينعمل بلبنان”.

“ما بعد سحب دعوة الحوار سيكون كما قبلها اي الدعوة لعقد جلسات لانتخاب رئيس بشكل دوري وأي شيء يساعد في هذا الإتجاه لن يتردد الرئيس بري في المساهمة به. ولعل الأيام المقبلة تحمل بعض الإيجابيات بعدما تبين أن لا فريق قادر أن يفي وحده بالمطلوب إن لجهة عقد جلسة وتأمين النصاب أو إلغائه. وبالتالي التواصل مطلوب لتشكيل هذه الكتلة لتأمين النصاب وانتخاب رئيس” يختم موسى.