IMLebanon

الكنيسة تدق جرس الإنذار… والأولوية لملء الشغور الرئاسي!

كتبت جوانا فرحات في “المركزية”:

ليس صدفة ان يكون عنوان أعمال دورة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك المنعقد في لبنان وحتى نهاية الأسبوع في دورته الـ55 بعنوان: رجاء جديد للبنان: تنقية الذاكرة والمصالحة. فكما ورد ذكر لبنان في الكتاب المقدس 74 مرة، هكذا تكرر الكنيسة في لبنان دعوتها إلى تنقية الذاكرة والمصالحة ليس فقط على مستوى التنوع المجتمعي إنما أيضا على علاقة الإنسان ومبدأ الحوار. وهذا ما نفتقده اليوم لا بل ربما منذ أكثر من 40 عاما.

ما جرى في مشهدية إشكال يوم الخميس الماضي على خلفية حلقة تلفزيونية وخروج ما لا يلزم من يوميات الحرب والممارسات نتيجة عدم تقبّل جمهور التيار الوطني الحر رأي الآخر دفع بالكنيسة إلى إعادة حث المسؤولين والقيادات الحزبية المسيحية تحديدا على ضرورة العودة للجلوس إلى طاولة نقاش وتغليب ثقافة التواصل على ثقافة القطيعة والنفور من الآخر والتخفيف من هذه العصبيات القاتلة.

من هنا الكلام عن وجود نية لدى مرجعيات روحية بجمع القيادات الحزبية المسيحية في منطقة المتن الشمالي على خلفية إشكال يوم الخميس الماضي أمام مبنى تلفزيون إم تي في وامتداده بشكل أكثر شراسة على صفحات التواصل الإجتماعي.

رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم يؤكد عبر “المركزية” أن الكلام عن وجود نية لدى الكنيسة بجمع القيادات المسيحية على خلفية الإشكال الذي وقع الخميس الماضي صحيح لكنه لا يزال يدور في حلقة البحث للوصول إلى خارطة طريق تكفل عدم تكرار ما حصل علما أن المكاسب والمصالح السياسية أقوى بكثير وهي تتفوق بكل أسف على وجودنا المهدد.

وتعقيبا على ما يتردد حول مطلب القيادات المسيحية المعارضة بضرورة قيام الكنيسة بتحرك ضاغط على النواب المسيحيين الذين ما زالوا يعرقلون مسار انتظام عمل الدستور من خلال عدم انتخاب رئيس للجمهورية وملء الشغور في أول موقع ماروني مسيحي في هذا الشرق يجيب: “همّ الكنيسة كان ولا يزال جمع المسيحيين وهي لم ولن تكون يوما مع فريق دون سواه خصوصا أن أي انقسام سياسي سينعكس على المجتمع المسيحي مما يتسبب بجرح كبير في خاصرة الكنيسة. من هنا تحرص الكنيسةعلى وحدة الصف ومع الحق بالخلاف وليس الإختلاف”.

إستمرار الشرخ الذي يؤدي إلى إضعاف المسيحيين نهايته محكومة بإنهاء الوجود المسيحي يقول أبو كسم ويؤكد “إذا بقينا على هذا المسار لا لزوم من خشية أن يأتي من يلغي المسيحيين لأننا بذلك ننهي أنفسنا بأيدينا”. ويضيف بأن البطريرك الراعي يعمل مع عدد من الأساقفة على رأب الصدع وتخفيف حدة الخطاب السياسي ولا يتردد لحظة في مسعاه لتنظيم الإختلاف بين المسيحيين”.

على خط الأحزاب والقيادات المسيحية لم يتلق أي منها دعوة من مرجعية كنسية للقاء يجمعها مع بعضها لرأب الصدع وتخفيف أجواء الإحتقان الناتج عن إشكال الخميس الفائت. النائب في كتلة الجمهورية القوية رازي الحاج يصر في بداية كلامه على التأكيد بأن “لا دخل لحزب القوات اللبنانية بإشكال الخميس إذ لم يكن هناك تواجد لأي من الرفاق أو المحازبين ولسنا في وارد أي نوع من الإحتكاك بين جمهوري القوات والتيار. أكثر من ذلك هناك انضباط والتزام بالتعليمات التي صدرت عن قيادة الحزب والتكتل بالإنضباط عند خروج الرئيس السابق من القصر الجمهوري”.

الأمور واضحة والقوات ليست في وارد الدخول في متاهات مماثلة “فالمشكلة في مكان آخر” يقول الحاج موضحا أن “هناك نهجان الأول يريد الإمتثال للدستور والدولة وتطبيقه ويؤمن أن لا مجال للإجتهاد وإضاعة الوقت في وقت يعيش اللبنانيون أقسى أيامهم. أما النهج الآخر فيرفض كل هذه المفاهيم ويضرب بالدستور عرض الحائط”. وحول وجود نية لدى مرجعيات روحية بجمع القيادات المسيحية لرأب الصدع وتنظيم الإختلاف يوضح الحاج “المرجعية الكنسية الأولى هي بكركي وموقفنا متجانس معها إلى أقصى حدود والبطريرك الراعي كان واضحا في عظته الأخيرة كما في كل عظاته بحيث شدد على ضرورة انتخاب رئيس وبأن يقوم النواب بواجبهم الدستوري وبالتالي على النواب النزول إلى المجلس وانتخاب رئيس. أما اذا كان لا بد من لقاء أو دعوة من قبل الكنيسة فالمطلوب أن يكون ذلك مع الطرف المعطل ونتمنى أن تمارس المزيد من الضغط عليهم لتطبيق الدستور وانتخاب رئيس. بالنسبة إلى القوات قنواتنا مفتوحة مع بكركي ومواقفنا متجانسة ومتلازمة” يختم الحاج.

بدوره، ينفي النائب في كتلة الكتائب سليم الصايغ وجود أي نية أو دعوة من قبل مرجعيات روحية ويؤكد أن “الأولوية اليوم تكمن في النزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية ويسأل: هل يقبل اللبنانيون والنواب أجمعين أن يكون هناك شغور للحظة واحدة في موقع رئاسة الجمهورية؟ المطلوب اليوم من النواب الإمتناع عن القيام بأي عمل إلا انتخاب رئيس لا الذهاب إلى جلسات تشريعية كما يتردد في الأسبوع المقبل بحجة الضرورات الإجتماعية والمعيشية وصندوق النقد الدولي. الأولوية فقط لانتخاب رئيس ولا خلاص للبنان إلا بملء الشغور في هذا الموقع”.

ويختم الصايغ “على كل القيادات المسيحية أن تلتقي على عدم السماح بشغور موقع رئاسة الجمهورية لأنه سيكون بمثابة انتقاص لدور وموقع المسيحيين في لبنان”.